تنظيم د1عش والفصائل الأجنبية في سوريا… تهديد متصاعد يطرق أبواب العراق والمنطقة

تنظيم د1عش والفصائل الأجنبية في سوريا… تهديد متصاعد يطرق أبواب العراق والمنطقة
وسط تعقيدات المشهد السوري وتراكم تداعيات أكثر من عقد من الحرب، تبرز الفصائل الأجنبية المسلحة وتنظيم د1عش كعاملين أساسيين في تعطيل جهود الاستقرار، وتهديدهما لم يعد يقتصر على الأراضي السورية فحسب، بل بات يلوّح بامتداده إلى دول الجوار، وعلى رأسها العراق.
تتواصل تحركات تنظيم د1عش الإرهـ،ـابي في مناطق البادية السورية وريف دير الزور، وسط استقطاب متزايد للمقاتلين الأجانب، ما يثير مخاوف من إعادة إنتاج التنظيم وتمدده عبر خلايا نائمة أو روابط مع فلول التنظيم في العراق، وهو ما يهدد بعودة حالة عدم الاستقرار في بلاد الرافدين.
وفي ظل غياب جدول زمني واضح لمغادرة الفصائل الأجنبية، تربط الولايات المتحدة رفع عقوباتها عن دمشق بإخراج هذه الجماعات من البلاد، وهو ما يضع النظام السوري أمام معادلة معقدة بين التوازنات الإقليمية والمطالب الدولية، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى قصر جبل قاسيون بانتظار قرارات حاسمة.
بيانات متكررة صدرت عن د1عش مؤخراً، كان آخرها تهديد مباشر للرئيس السوري الجديد أبو محمد الجولاني، تبعتها هجمات استهدفت مواقع أمنية في ريف دير الزور، وتفجير سيارة مفخخة في مدينة الميادين، فضلًا عن اشتباكات في حلب وكشف خلية إرهـ،ـابية كانت تخطط لاستهداف مقام السيدة زينب عليها السلام في ريف دمشق.
في هذا السياق، يتحدث محللون عن إمكانية انخراط تحالف دولي محدود في عمليات تصفية الفصائل الأجنبية، بمشاركة جوية روسية وإسرائـ،ـيلية، خاصة مع تزايد التقارير حول تمركز تلك الجماعات في جبال الساحل السوري، الأمر الذي يفتح الباب أمام خطر تسللهم إلى أوروبا عبر البحر.
ويذهب بعض المحللين إلى أبعد من ذلك، معتبرين أن المرحلة المقبلة ستكون “مرحلة قتال” بين الجماعات المحلية كـ”هيئة تحرير الشام” وبين الفصائل الأجنبية التي يصعب دمجها في أي إطار رسمي، ويرجحون أن العمل العسكري ضدها بات قريباً.
من جهته، نبه رئيس مركز ريكونسنس للدراسات في واشنطن، عبدالعزيز العنجري، إلى أن تنظيم د1عش يسعى لاستقطاب المقاتلين الأجانب مجددًا، بغية بناء نواة جديدة لما يسمى بدولة “الخلافة”، خصوصاً بعد الانقسامات التي عصفت بالفصائل المعارضة منذ انشقاق “هيئة تحرير الشام” عن د1عش قبل سنوات.
ووفق تقارير أممية، يقدَّر عدد المقاتلين الأجانب حالياً في سوريا بنحو 10 إلى 12 ألفاً، معظمهم تسللوا عبر الأراضي التركية، ويتوزعون بين جنسيات آسيوية وأوروبية وعربية، يشكّلون نحو 10% من القوى المسلحة المعارضة سابقاً.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة السورية الجديدة سعت إلى استمالة بعض المقاتلين الأجانب عبر منحهم الجنسية، بعد مشاركتهم في معارك ما بعد سقوط النظام، لكن هذا الإجراء لم يلق قبولًا شعبياً واسعاً في ظل رفض عام لبقاء هذه الجماعات المتشددة.
وفيما تلوّح واشنطن بورقة إعادة الإعمار مقابل إخراج المقاتلين الأجانب، يرى مراقبون أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو استخدام هؤلاء المقاتلين في الحرب المقبلة ضد د1عش، تمهيداً لإنهاء وجودهم بشكل نهائي ضمن ما يمكن وصفه بـ”تصفية مزدوجة” لتطهير سوريا من التطرف ومصادر التهديد الإقليمي.