هيومن رايتس ووتش: السعودية تستغل “مهرجان الرياض للكوميديا” للتغطية على الانتهاكات الحقوقية

هيومن رايتس ووتش: السعودية تستغل “مهرجان الرياض للكوميديا” للتغطية على الانتهاكات الحقوقية
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، السلطات السعودية إلى وقف استغلال الفعاليات الترفيهية للتغطية على الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنّ “مهرجان الرياض للكوميديا 2025″، الذي يُقام بين 26 أيلول/سبتمبر و9 تشرين الأول/أكتوبر، يأتي في وقت تشهد فيه البلاد تشديداً للقمع وتكميم الأفواه.
وقالت المنظمة، في بيان لها، إن المهرجان يتزامن مع الذكرى السابعة لاغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، وبعد أشهر قليلة من تنفيذ حكم الإعدام بحق صحفي سعودي على خلفية خطابه العلني.
وأضافت أنّ على الكوميديين المشاركين، وبينهم أسماء بارزة مثل ديف شابيل، جيمي كار، بيل بور، وماز جبراني، أن يستغلوا مشاركتهم للمطالبة علناً بالإفراج عن النشطاء والصحفيين والمعارضين المعتقلين، ومن بينهم وليد أبو الخير المحكوم بالسجن 15 عاماً، ومناهل العتيبي المحكومة بالسجن 5 أعوام.
وأشارت الباحثة في شؤون السعودية لدى المنظمة، جوي شيا، إلى أنّ “إحياء الذكرى السابعة لاغتيال خاشقجي ليس مناسبة للترفيه، وعلى الفنانين الذين يتقاضون مبالغ طائلة من السلطات السعودية أن يرفعوا صوتهم بشأن غياب الحريات”، معتبرة أنّ التزام الصمت يسهم في “تلميع صورة المملكة دولياً”.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت عن إلغاء عرض للكوميدي الأميركي تيم ديلون بعد تصريحات ساخرة تناول فيها أوضاع حقوق الإنسان ومعاملة العمال الوافدين في السعودية، حيث أشار إلى أنّ المهرجان عرض عليه 375 ألف دولار مقابل عرض واحد.
وتؤكد هيومن رايتس ووتش أن تنظيم مثل هذه المهرجانات الترفيهية جزء من خطة “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان لجذب السياحة والاستثمارات، لكنها تترافق مع استمرار الاعتقالات التعسفية وموجات الإعدام التي طالت معارضين ونشطاء ومثقفين.
وشددت المنظمة على أنّ “حرية التعبير التي يتحدث عنها بعض الفنانين المشاركين تتناقض بشكل صارخ مع واقع السعوديين الذين يُحرمون منها بشكل كامل داخل البلاد”.