“الحج حلمٌ تحطّم أمام البوابات”

“الحج حلمٌ تحطّم أمام البوابات”.. منع أكثر من 269 ألف مسلم من دخول مكة يثير جدلًا واسعًا:
في واقعة وُصفت بأنها “زلزال روحي”، مُنع هذا الأسبوع أكثر من 269 ألف شخص من دخول مدينة مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، بسبب ما وصفته السلطات السعودية بعدم امتلاكهم “تصاريح الحج الرسمية”.
القرار جاء ضمن حملة مشددة شملت فرض غرامات مالية تصل إلى 5 آلاف دولار، والترحيل الفوري، بالإضافة إلى إلغاء تراخيص الشركات السياحية المخالفة.
ورغم تأكيد الجهات الرسمية على أن هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان الأمن وتنظيم الحشود، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وخشية تكرار الحوادث التي شهدها الحج في سنوات سابقة، فقد أثارت هذه التدابير موجة من الحزن والاستياء في أوساط إسلامية واسعة، وفتحت الباب أمام تساؤلات حادة حول مدى توافق التنظيمات الإدارية مع جوهر فريضة الحج بوصفها حقًّا شرعيًا لكل مسلم مستطيع.
وأظهرت مشاهد تداولها ناشطون ملامح الصدمة على وجوه آلاف الحجاج الموقوفين، ممن قطعوا آلاف الأميال، وأنفقوا مدخراتهم، واستعدوا لشهور طويلة من أجل بلوغ مقصدهم، ليُفاجأوا بالمنع عند بوابات المدينة المقدسة، تاركين خلفهم دموعًا وقلوبًا مكسورة.
ويرى مراقبون أن ما جرى يعكس أزمة أعمق، تتجاوز البُعد الأمني، نحو تساؤلات مقلقة بشأن مَن يملك قرار الوصول إلى الحرم، وكيف يمكن التوفيق بين مقتضيات الإدارة والتنظيم، وبين فريضةٍ تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام، وتُعد حلم العمر لملايين المسلمين في شتى بقاع الأرض.