باكستان

“قرآن محل” في باكستان يحافظ على أكثر من 100 ألف نسخة من المصحف الشريف

“قرآن محل” في باكستان يحافظ على أكثر من 100 ألف نسخة من المصحف الشريف

يحتضن مركز “قرآن محل” (بيت القرآن) في منطقة جوجرانوالا الباكستانية أكثر من 100 ألف نسخة من المصحف الشريف تم ترميمها بعناية بعد أن كانت مهددة بالتلف أو الإهمال، في مبادرة فريدة تهدف إلى حفظ كتاب الله وصيانته من الضياع.
ويقع “قرآن محل” في منطقة لدھی‌والا ورايتش بضواحي مدينة جوجرانوالا، حيث تُجمع فيه المصاحف القديمة والجديدة التي يُعثر عليها أو تُسلم للمركز من قبل الأهالي. ويقول القائمون على المشروع إن كثيراً من هذه النسخ كان الناس يدفنونها أو يلقونها في المياه اعتقاداً بأنها “استُشهدت”، لكن العاملين في “بيت القرآن” يقومون بترميمها وتغليفها وتجليدها لتعود في حالة أفضل وأكثر احتراماً.
وقال كليم الله، أحد المشرفين على المركز، إن والده كان من أوائل من أسسوا هذا المشروع قبل سنوات طويلة، مضيفاً: “كتب والدي القرآن الكريم بخط يده بعد جهد استمر عشر سنوات، وأنا اليوم أحافظ عليه وأواصل خدمته”.
وأوضح كليم الله أن والده استخدم أدوات ومواد خاصة عند كتابة المصحف، منها ورق مستورد من بلجيكا تم جمع أربع أوراق منه لتكوين صفحة واحدة كاملة، إضافة إلى حبر مصنوع من الزعفران والمسك وماء زمزم وماء الورد، في عمل فني وديني نادر يعكس قدسية النص القرآني وعناية المسلمين به عبر العصور.
وأشار إلى أن المركز أصبح مقصداً للزائرين من مختلف المناطق الباكستانية، حيث يقصده المسلمون من المدن والقرى وحتى من مناطق بعيدة مثل كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية، لمشاهدة المصاحف المرممة ونسخ نادرة مكتوبة بخط اليد.
وقال أحد الزائرين من كشمير: “عندما وصلت إلى هنا، شعرت بالسلام في قلبي، وكأن الهموم زالت عني، فالمكان يمنح الزائر طمأنينة تمتد لأيام بعد مغادرته”.
ويؤكد القائمون على “قرآن محل” أن هدفهم لا يقتصر على حفظ المصاحف مادياً فحسب، بل يشمل أيضاً تعزيز الوعي بقدسية المصحف الشريف وكيفية التعامل معه، إلى جانب إقامة فعاليات دينية وثقافية مرتبطة بالقرآن الكريم، ليبقى هذا المكان منارة لحفظ كلام الله في باكستان والعالم الإسلامي.
الصور والفيديوهات التي حصلت عليها وكالة أخبار الشيعة تُظهر جدران “قرآن محل” وقد غطتها آلاف النسخ المصفوفة بعناية، في مشهد يعكس عمق الإيمان والاهتمام الكبير بكتاب الله الكريم في المجتمع الباكستاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى