باكستان وطالبـ،ـان على حافة صدام مباشر بعد فشل محادثات إسطنبول

باكستان وطالبـ،ـان على حافة صدام مباشر بعد فشل محادثات إسطنبول
تتجه العلاقات بين باكستان وحركة طالبـ،ـان نحو أخطر مستوياتها منذ سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، بعد فشل المحادثات غير الرسمية التي جرت في إسطنبول بين مسؤولين من الجانبين بوساطة تركية وقطرية، دون التوصل إلى أي تفاهمات بشأن الحد من الهجمات عبر الحدود.
التوتر تصاعد بشكل غير مسبوق عقب تصريحات حادة أطلقها وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، وصف فيها حكومة طالبـ،ـان بأنها “نظام مُغتصِب”، مهددًا بأن “جزءًا ضئيلًا من القوة العسكرية الباكستانية كفيل بتدميرها”. وجاءت هذه التهديدات ردًا على تزايد هجمات حركة طالبـ،ـان باكستان المنطلقة من الأراضي الأفغانية.
غياب أي مخرجات إيجابية من محادثات إسطنبول عكس انهيارًا واضحًا في الثقة بين الطرفين، حيث كانت إسلام آباد تتوقع التزامًا من طالبـ،ـان بكبح الجماعات المسلحة التي تستهدف الداخل الباكستاني، بينما تواصل الحركة الحاكمة في كابول تأكيد أن الأمر يتعلق بـ “قضية داخلية باكستانية”.
في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية في طالبـ،ـان محمد نبي عمري إن هناك جهات “تسعى إلى فرض الحرب” على الحركة، وإنها “مستعدة للدفاع عن الأراضي الأفغانية”.
ويحذر محللون من أن التصعيد اللفظي الحالي لا يزال أقرب إلى حرب نفسية وضغط سياسي متبادل، إذ تواجه باكستان أزمات اقتصادية وأمنية داخلية تجعل أي عملية عسكرية واسعة النطاق مغامرة قد تزيد الوضع هشاشة. ومع ذلك، فإن استمرار الهجمات قد يدفع الجيش الباكستاني إلى خيار الضربات المحدودة عبر الحدود كما حدث في خيبر ووزيرستان خلال السنوات الماضية.
وبينما تستخدم طالبـ،ـان خطاب “مقاومة القوى الأجنبية” لتعزيز موقفها الداخلي، يرى مراقبون أن الأزمة تتجه نحو مواجهة استراتيجية إذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية في احتواء التدهور، وسط مخاوف من أن يتحول النزاع الأمني القائم إلى صراع مفتوح بين الجارتين.



