وسط تحذيرات من استهداف الشيعة.. باكستان تواجه تصاعدًا في أعمال العنف قبيل شهر محرّم

وسط تحذيرات من استهداف الشيعة.. باكستان تواجه تصاعدًا في أعمال العنف قبيل شهر محرّم
تشهد باكستان تصاعدًا في وتيرة العنف قبيل حلول شهر محرّم، وسط مخاوف من استهداف التجمعات الشيعية، في وقت تُكثف فيه السلطات من إجراءاتها الأمنية في المناطق الحساسة، وعلى رأسها إقليم خيبر بختونخوا، الذي يشهد منذ أشهر هجمات متكررة بطائرات مسيّرة وعبوات ناسفة.
وأدانت منظمة العفو الدولية الحكومة الباكستانية لفشلها في حماية المدنيين في الإقليم، مؤكدةً في بيانٍ أن البلاد تشهد “تجاهلًا متهورًا لأرواح الأبرياء”، لاسيما بعد سلسلة من الهجمات الجوية التي نُفّذت بطائرات رباعية ومسيّرات، وأسفرت عن مقتل العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وسلطت المنظمة الضوء على حادثة استهدفت مدينة مردان في مارس الماضي وأودت بحياة 11 شخصًا، إلى جانب هجوم في مايو على شمال وزيرستان أسفر عن مقتل أربعة أطفال. وبينما يوجه الجيش الباكستاني أصابع الاتهام إلى جماعة “تحريك طالبان باكستان” المحظورة، شددت العفو الدولية على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية.
وفي تطور جديد، انفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في منطقة باراشينار بمقاطعة كرم العليا، وهي منطقة ذات غالبية شيعية، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين. وقد أثار الهجوم موجة استنكار واسعة من أهالي المنطقة وزعماء القبائل، الذين طالبوا بتحقيق فوري واعتقالات عاجلة، محذرين من مغبة تكرار مشاهد العنف الطائفي التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية.
ورغم هذه الأوضاع المتوترة، تواصل الاستعدادات الأمنية المكثفة لاستقبال شهر محرّم. فقد أعلن مجلس أمني محلي في كوهات، برئاسة اللواء ذو الفقار علي بهتي، عن نشر 10,000 عنصر أمني في أنحاء المنطقة، مع وضع مقاطعة كرم تحت السيطرة العسكرية المباشرة، في خطوة تعكس خطورة الموقف وحساسية المرحلة.
كما تعتزم حكومة إقليم خيبر بختونخوا فرض المادة 144 من القانون، والتي تحظر التجمعات وحمل السلاح والنشاطات الطائفية، خلال الأيام العشرة الأولى من محرّم، كما سيتم تقييد دخول الخطباء الدينيين من خارج المناطق المحددة، خشية استغلال المناسبة في تأجيج التوترات.
وتُعد مقاطعة كرم من أبرز المناطق ذات الأغلبية الشيعية في باكستان، وغالبًا ما تكون ساحة توتر خلال المناسبات الدينية، خاصةً مع وجود نشاط لتنظيمات مسلحة استهدفت مرارًا التجمعات العاشورائية في السابق.
ويخشى مراقبون من أن يُستغل شهر محرّم مجددًا لتأجيج العنف الطائفي، في ظل استمرار الانفلات الأمني، مطالبين الحكومة بإجراءات فعالة لا تقتصر على الحضور العسكري، بل تشمل معالجة جذور التحريض والكراهية، وضمان حماية حق المواطنين الشيعة في ممارسة شعائرهم الدينية بأمان.