باكستان

كتاب أكاديمي جديد يرصد معركة فكرية صامتة لإعادة تصور الإسلام في شبه القارة الهندية والباكستانية

كتاب أكاديمي جديد يرصد معركة فكرية صامتة لإعادة تصور الإسلام في شبه القارة الهندية والباكستانية

في ظل تصاعد الضغوط الثقافية والإعلامية على الإسلام، تشهد شبه القارة الهندية والباكستانية حراكًا فكريًا متناميًا يسعى إلى إعادة تقديم الإسلام بصورة تحافظ على أصالته وتواكب تحديات العصر. ويبرز في هذا السياق الكتاب الأكاديمي الجديد للدكتور توصيف أحمد باراي، بعنوان “وجهات نظر حول تفسير الإسلام في شبه القارة الهندية الباكستانية المعاصرة: القضايا والاتجاهات”، والذي يرسم ملامح صراع فكري يتجاوز الخطاب الديني التقليدي ليلامس عمق الإشكالات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي تواجه المجتمعات الإسلامية في المنطقة.
الكتاب، الصادر عن دار نشر أكاديمية مرموقة، يكشف عن معركة فكرية تدور بعيدًا عن الأضواء، داخل الجامعات ومراكز البحث، حيث يخوض العلماء والمفكرون المسلمون مواجهة معرفية مع محاولات تفريغ الإسلام من مضمونه، أو صهره قسرًا في قوالب الحداثة الغربية.
ويتناول العمل التحليلي تفاعل التيارات الإسلامية التقليدية مع الطروحات الإصلاحية والحداثية، خاصة تلك التي تسعى لإعادة تعريف مفاهيم جوهرية مثل الشريعة، والمرأة، والديمقراطية، والهوية، من منظور إسلامي يحترم الأصول ولا يرفض التجديد. ويرصد المؤلف تحولات الخطاب الإسلامي، مبينًا كيف تختلف الرؤى بين من يطالب بالعودة إلى منهج السلف، ومن يدعو إلى “أسلمة” مفاهيم معاصرة، ضمن مسار فكري تتداخل فيه الأبعاد العقائدية والسياسية والثقافية.
ويستعرض الكتاب بإسهاب مساهمات فكرية لأعلام بارزين في تاريخ المنطقة مثل شاه ولي الله الدهلوي، ومحمد إقبال، وأبو الأعلى المودودي، الذين شكّلوا محطات مفصلية في مقاومة الاستعمار الثقافي والفكري، وطرحوا نماذج أصيلة للإصلاح والتجديد، لا تزال تلهم المفكرين المسلمين حتى اليوم.
ويأتي هذا الجهد العلمي في وقت تتزايد فيه محاولات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين حول العالم، ليقدّم طرحًا معرفيًا رصينًا يُعيد الاعتبار لخصوصية التجربة الإسلامية في جنوب آسيا، ويؤكد أن الإسلام لا يزال دينًا حيًّا، قادرًا على التفاعل الواعي مع المتغيرات، دون أن يفقد جوهره أو ينحني لمشاريع التغريب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى