البابا يجتمع بقادة الطوائف الإسلامية في لبنان.. والخطيب يهديه كتاب “تمام نهج البلاغة” ويعرض رؤية الطائفة الشيعية
البابا يجتمع بقادة الطوائف الإسلامية في لبنان.. والخطيب يهديه كتاب “تمام نهج البلاغة” ويعرض رؤية الطائفة الشيعية
عُقد في مقرّ السفارة البابوية في حريصا اجتماعٌ جمع قداسة البابا لاوون الرابع عشر بالرؤساء الروحيين المسلمين في لبنان، بحضور مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ورئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور، إضافة إلى السفير البابوي ومسؤولين من الكرسي الرسولي.
وخلال اللقاء، حظي الجانب الثقافي والروحي بحضور لافت، إذ قدّم الشيخ علي الخطيب للبابا نسخة من كتاب “تمام نهج البلاغة”، وهو من أهم المصادر الفكرية والإنسانية في التراث الشيعي، ويجمع خطب ورسائل وحكم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقد شدّد الخطيب أمام البابا على أن هذا الكتاب يمثّل مرجعاً أصيلاً في فهم قيم العدالة والتعايش والإنسانية التي يؤمن بها المسلمون الشيعة، وأن تقديمه لقداسته يحمل رسالة صداقة وانفتاح وحوار بين الديانتين.
وسلّم الخطيب كذلك رسالة مطوّلة إلى البابا، عرض فيها رؤية الطائفة الإسلامية الشيعية لمستقبل لبنان وللعلاقة بين مكوّناته، مؤكداً ثوابتها في الدفاع عن وحدة الوطن وتعزيز التعايش في ظلّ الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، ولا سيما العدوان الإسرائـ،ـيلي المستمر على أراضيه. كما شدّد في رسالته على ضرورة احترام حرية المعتقد والحوار بين الأديان، مستشهداً بمبادئ الإمام علي (عليه السلام) الواردة في “نهج البلاغة”، ولا سيما عبارته الشهيرة: «الناس صنفان: إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».
البابا من جهته أكّد مواصلته الجهود الدبلوماسية للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتعزيز الاستقرار في لبنان والمنطقة. وختم الخطيب اللقاء بالدعوة إلى دور أكبر للفاتيكان في الضغط لوقف الاعتداءات الإسرائيـ،ـلية وتمكين الأهالي من العودة إلى قراهم، معبّراً عن تطلع الطائفة الشيعية إلى تعميق الحوار الإسلامي – المسيحي ودعم الجهود المشتركة لحماية القيم الإنسانية.
