هيومن رايتس ووتش: لبنان يتقاعس عن ملاحقة إسرائـ،ـيل قانونيًّا في قضيّة مقتل الصحفي عصام عبد الله

هيومن رايتس ووتش: لبنان يتقاعس عن ملاحقة إسرائـ،ـيل قانونيًّا في قضيّة مقتل الصحفي عصام عبد الله
انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات اللبنانية لعدم اتخاذها أي خطوات ملموسة لمحاسبة إسرائـ،ـيل على الهجوم المتعمد الذي استهدف مجموعة من الصحفيين في جنوب لبنان، وأدى إلى مقتل مصوّر وكالة رويترز عصام عبد الله قبل نحو عامين.
وقالت المنظمة في بيان صدر الاثنين، إنّ ضحايا جرائم الحرب في لبنان لا يزالون محرومين من العدالة والمساءلة الفعّالة، مشيرة إلى أنّ إعلان الحكومة اللبنانية مؤخرًا تكليف وزارة العدل بدراسة الإجراءات القانونية الممكنة عقب الهجمات الإسرائـ،ـيلية على الصحفيين، يمثل “فرصة جديدة لتحقيق العدالة للضحايا”.
وقال رمزي قيس، الباحث في شؤون لبنان لدى المنظمة، إنّ مقتل عصام عبد الله “كان يجب أن يشكل رسالة واضحة للحكومة اللبنانية بأنّ الإفلات من العقاب على جرائم الحرب لا يؤدي إلا إلى تكرارها”، مشيرًا إلى أنّ إسرائـ،ـيل قتلت العشرات من المدنيين في لبنان في هجمات تبدو متعمدة أو عشوائية ترقى إلى جرائم حرب.
وأشارت المنظمة إلى أنّ القوات الإسرائـ،ـيلية ارتكبت منذ مقتل عبد الله سلسلة من الانتهاكات الممنهجة، شملت هجمات على الصحفيين، وعمال الإغاثة، والمسعفين، وقوات حفظ السلام، إضافة إلى استهداف المدنيين وتدمير البنى التحتية والخدمات العامة باستخدام أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة، ما جعل عودة كثير من السكان إلى قراهم شبه مستحيلة.
كما وثّقت “هيومن رايتس ووتش” استخدام إسرائـ،ـيل للفوسفور الأبيض على نطاق واسع فوق مناطق سكنية مكتظة، وتدمير مدارس ونهبها عمدًا، معتبرة أنّ ذلك يشكل خروقات خطيرة للقانون الدولي الإنساني.
وخلص تقرير المنظمة إلى أنّ الغارة التي أودت بحياة الصحفي عصام عبد الله وأصابت ستة صحفيين آخرين من الجزيرة ورويترز ووكالة الصحافة الفرنسية كانت هجومًا متعمدًا على مدنيين يشكّل جريمة حرب واضحة.
وأشار تحقيق قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى أنّ دبابة إسرائـ،ـيلية أطلقت قذيفتين عيار 120 ملم على مجموعة من الصحفيين “الذين يمكن التعرف عليهم بوضوح”، رغم عدم وجود أي تبادل لإطلاق النار قبل الهجوم بنحو 40 دقيقة، مؤكدًا أنّ الصحفيين كانوا بعيدين عن مناطق القتال ويمارسون عملهم بوضوح كمدنيين.
يُذكر أنّ إسرائـ،ـيل كانت قد شنت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانًا على لبنان، توسّع في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا آخرين، قبل أن يتم التوصل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حـ،ـزب الله، إلا أنّ تل أبيب خرقته أكثر من 4500 مرة، فيما أبقت قواتها داخل خمس مناطق لبنانية رغم انسحابها من معظم القرى والمدن الحدودية مطلع عام 2025.