العراق

بعد أكثر من 3 أشهر على فتحها.. أين وصلت أعمال التنقيب في مقبرة “الخسفة” بالموصل؟

بعد أكثر من 3 أشهر على فتحها.. أين وصلت أعمال التنقيب في مقبرة “الخسفة” بالموصل؟

كشف مجلس محافظة نينوى، عن آخر تطورات العمل في موقع مقبرة “الخسفة” جنوبي الموصل، وذلك عقب مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انطلاق عمليات فتح الموقع رسمياً في 17 آب الماضي، التي شهدت الإعلان عن العثور على رفات عدد من الشهداء وهم معصوبو الأعين.
وقال عضو المجلس مروان الطائي في تصريح لمنصّة “الجبال”، إن الأعمال الميدانية في الموقع تسير بوتيرة متقدمة، مؤكداً أن الفرق الفنية والجنائية والهندسية “أنجزت المراحل الأولى من الوصول إلى الطبقات السطحية، وتمكنت من تحديد مواقع يُرجّح احتواؤها على بقايا بشرية”، إلى جانب توثيق شامل للموقع عبر الصور الجوية والمسح ثلاثي الأبعاد لبناء قاعدة بيانات دقيقة تسهم في تسريع مراحل الكشف اللاحقة.
وأضاف الطائي أن اللجنة المشتركة، التي تضم ممثلين عن الطب العدلي والدفاع المدني ودائرة المقابر الجماعية والسلطات المحلية، تعمل وفق خطة متكاملة تشمل معايير السلامة البيئية ومعالجة التربة وتأمين المنطقة، بهدف حماية الفرق المتخصصة التي ستباشر لاحقاً النزول إلى مستويات أعمق في الفجوة.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية ركّزت على تثبيت محيط الموقع وإنشاء نقاط رصد وتقوية الحواف المهددة بالانهيار، وهي إجراءات وصفها بأنها “أساسية قبل البدء بعمليات استخراج الرفات أو رفع العينات”، لضمان دقة التحقيق وسلامة العاملين.
وأكّد الطائي أن حكومة نينوى تتعامل مع ملف الخسفة بـ”أعلى درجات الحساسية والمسؤولية” لما يمثله من أهمية إنسانية وقانونية وتاريخية، مبيناً أن التنسيق متواصل مع الجهات الاتحادية والمنظمات الدولية لضمان الالتزام بالمعايير المعتمدة في حفظ الأدلة وتحديد هويات الضحايا متى ما كان ذلك ممكناً.
وتُعد “الخسفة” أحد أبرز مواقع الإبادة الجماعية التي استخدمها تنظيم داعش خلال سنوات سيطرته على الموصل (2014 – 2017)، إذ تشير شهادات ومعلومات محلية إلى أن آلاف المدنيين والعسكريين أُعدموا وأُلقيت جثثهم داخل الفجوة العميقة.
وكانت رئاسة محكمة استئناف نينوى قد أجرت في 9 آذار 2025 زيارة ميدانية للموقع، وأكدت – وفق بيان رسمي في حينه – أن جهود فتح المقبرة قد تتطلب نحو خمس سنوات، مع تقدير الاحتياجات المالية للعمل بنحو 40 مليار دينار عراقي، دعماً لمؤسسة الشهداء ودائرة المقابر الجماعية.
وشدّد المسؤولون آنذاك على ضرورة توثيق الجرائم المرتكبة في الموقع لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة، والعمل على تحويل المنطقة مستقبلاً إلى موقع تذكاري يخلّد ذكرى الضحايا ويعزز الوعي بخطورة الإرهاب وضرورة مكافحته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى