العراق

أكثر من مليون دونم زراعي على عتبة التصحّر في العراق وسط أزمة مائية هي الأخطر منذ سنوات

أكثر من مليون دونم زراعي على عتبة التصحّر في العراق وسط أزمة مائية هي الأخطر منذ سنوات

يحذّر خبراء وناشطون من دخول العراق مرحلة كارثية على مستوى الأمن الغذائي، مع اقتراب أكثر من مليون دونم من البساتين المثمرة من خطر التصحّر، نتيجة الجفاف وشحّ المياه وتراجع الواردات المائية من دول الجوار، إلى جانب تأثيرات تغيّر المناخ وسوء إدارة الموارد المائية داخليًا.
الأزمة التي كانت مهمّشة سياسيًا لسنوات، تحوّلت مؤخرًا إلى محور اهتمام حكومي وبرلماني واسع، بعد تزايد موجات النزوح البيئي من المناطق الزراعية والأهوار نحو مراكز المدن، عقب نفوق المواشي وجفاف مساحات زراعية كانت تمثّل مصدر رزق لآلاف الأسر في الجنوب والوسط وحتى بعض مناطق إقليم كردستان.
مرصد العراق الأخضر حذّر من انخفاض المخزون المائي إلى 4% فقط من سعته الإجمالية، معتبرًا الوضع الحالي “الأشد خطورةً” منذ عقود، مع احتمالات وصول الأزمة إلى العاصمة بغداد نفسها خلال الأشهر المقبلة، بعد أن تسبّبت في اضطرابات اجتماعية وتظاهرات واسعة في محافظات البصرة وذي قار.
وفي محاولة لاحتواء التدهور، طالبت الحكومة العراقية نظيرتها التركية بزيادة الإطلاقات المائية في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني بمقدار مليار متر مكعب لكل شهر، غير أن الاستجابة التركية ما تزال دون مستوى الطموح، في ظل أزمة مائية تعاني منها أنقرة أيضًا. وتواصل بغداد ضغوطها الدبلوماسية فيما تسعى إلى تفعيل مبدأ “تقاسم الضرر” الذي يضمن حصصًا عادلة من المياه.
بدوره، أكّد عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ثائر الجبوري أن “أكثر من مليون دونم من البساتين المثمرة باتت مهددة بالضياع”، محذرًا من أنّ استمرار الأزمة قد يقود إلى “كارثة وطنية تهدد الزراعة والأمن الغذائي في البلاد”.
الناشط البيئي حميد العراقي شدّد من جانبه على أن الأزمة مركّبة، إذ تتداخل فيها شحّ المياه الواردة من تركيا وإيران مع سوء الإدارة الداخلية، مؤكدًا أن استمرار الوضع قد يؤدي إلى انقطاع مياه الشرب في بعض المحافظات خلال الصيف المقبل.
ويواجه العراق موجة جفاف غير مسبوقة بسبب انخفاض منسوبات نهري دجلة والفرات والروافد الآتية من إيران، وسط مطالبات شعبية ورسمية بتحقيق حلول عاجلة، قبل أن تتحوّل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية إلى مناطق قاحلة لا يمكن استصلاحها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى