العراق

الألغام لا تزال تحصد أرواح العراقيين وتعيق الإعمار

تقرير حديث: الألغام لا تزال تحصد أرواح العراقيين وتعيق الإعمار

حذّر تقرير حديث للوكالة الأوروبية للجوء (EUAA) من استمرار تلوث أكثر من 2700 كيلومتر مربع من الأراضي العراقية بالألغام ومخلفات الحروب حتى عام 2025، رغم مرور أكثر من عقد على هزيمة تنظيم د1عش.
ويشير التقرير إلى أن الألغام والذخائر غير المنفجرة منتشرة بشكل واسع في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى، إلى جانب حقول ألغام قديمة تعود إلى الحرب العراقية-الإيرانية، ما يعرقل جهود إعادة الإعمار وعودة النازحين. وتشمل المخاطر الأراضي الزراعية بنسبة 26%، والمناطق التي تصلها المياه بنسبة 22%، وطرق النقل بنسبة 19%، ما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للمواطنين.
وخلال النصف الأول من 2025، أزالت فرق الأمم المتحدة لمعالجة الألغام 7401 قطعة مخلفات حربية و399 عبوة ناسفة في نينوى وحدها، لكن التقرير حذّر من أن وتيرة العمل لا تزال “بطيئة قياسًا بحجم الخطر”، بعد تقليص التمويل الدولي، لا سيما من الولايات المتحدة، التي كانت تغطي نحو 60% من المساعدات عام 2023.
وتستمر محافظة نينوى في صدارة المناطق الأكثر تلوثًا، حيث لا تزال الذخائر غير المنفجرة منتشرة في الأبنية السكنية والمزارع والطرق، ما تسبب في حوادث مأساوية خلال الأشهر الماضية، أبرزها انفجار عبوة ناسفة في البعّاج أودى بحياة ثلاثة أطفال وأصاب اثنين آخرين، وحوادث انفجار مماثلة في الموصل وناحية وانة أصابت مدنيين.
وتشير منظمة هيومانتي آند إنكلوشن إلى أن الألغام لا تقيد حركة المدنيين فحسب، بل تمنع إعادة الإعمار وتشمل حتى حقول النفط وخطوط الأنابيب والمواقع العسكرية القديمة، ما يجعل خطرها جزءًا من الحياة اليومية.
وفي إقليم كوردستان، أكّد رئيس المؤسسة العامة لشؤون الألغام جبار مصطفى أن أكثر من مليون متر مربع من الأراضي أُزيلت منها الألغام في النصف الأول من 2024، فيما لا تزال 200 كيلومتر مربع بحاجة إلى التطهير، مشيرًا إلى أن الأنظمة السابقة زرعت 776 كيلومترًا مربعًا منذ العام 1992، وتم تطهير 576 كم مربع منها فقط.
ويختم التقرير بأن “كل لغم يُزال يفتح بابًا للحياة”، محذرًا من أن استمرار التلوث سيُبقي آلاف العائلات محاصرة بالخوف ويؤخّر عودة النازحين وإعمار القرى المدمرة، فيما تواصل المنظمات الدولية والمحلية جهودها رغم قلة التمويل، على أمل أن يصبح العراق يومًا ما أرضًا خالية من الألغام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى