العراق: خطة لافتتاح منفذ بري جديد مع السعودية لتنشيط الاقتصاد

العراق: خطة لافتتاح منفذ بري جديد مع السعودية لتنشيط الاقتصاد
كشفت الحكومة المحلية في محافظة النجف جنوبي العراق، عن خطة لافتتاح منفذ بري جديد بين المحافظة والسعودية، يعمل في إطار نقل الأشخاص والتجارة، فيما أكد مختصون أهمية هذه الخطوة على المستوى الاقتصادي لعموم العراق. وقال محافظ النجف، يوسف مكي كناوي، في بيان له: “تمت المباشرة بالخطوة الأولى لتأسيس منفذ العويقلة الحدودي مع السعودية، وقد صوّتت جميع الوزارات الحكومية بالموافقة على أن يكون هناك منفذ حدودي لمحافظة النجف”. وأكد كناوي أن هذه الخطوة ستؤدي إلى طفرات نوعية لمحافظة النجف من خلال تنشيط الاقتصاد وتوفير فرص عمل، و”سنعمل على الإسراع في افتتاحه خلال الفترة المقبلة، مع استمرار التواصل مع الجهات ذات العلاقة في الحكومة المركزية، وكذلك مع الجانب السعودي”.
من جهته، قال الخبير في الشؤون الاقتصادية رشيد السعدي: إن “افتتاح منفذ العويقلة الحدودي مع المملكة العربية السعودية من جهة محافظة النجف الأشرف يُعد خطوة محورية طال انتظارها، ليس فقط على مستوى المحافظة، بل على مستوى العراق عموماً، فهذا المنفذ سيمنح النجف منفذاً مباشراً إلى الأسواق السعودية والخليجية، ما يعني تخفيف الضغط على المنافذ الأخرى وفتح آفاق جديدة أمام التجار والمستثمرين”.
وبيّن السعدي أنه “من الناحية الاقتصادية، نتوقع أن يسهم المنفذ في تنشيط الحركة التجارية وتوسيع دائرة الاستيراد والتصدير، إضافة إلى خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لسكان المناطق القريبة، خصوصاً في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية. كما أن موقعه الجغرافي في بادية النجف يمنحه أهمية استراتيجية كونه يختصر المسافات بين وسط العراق والحدود السعودية، مما يقلل كلف النقل ويزيد تنافسية البضائع العراقية في الأسواق الخارجية”.
وأضاف أنه “على الصعيد الاجتماعي والديني، سيمثل المنفذ إضافة نوعية في تسهيل حركة الزائرين والحجاج القادمين من السعودية ودول الخليج، بما يعزز مكانة النجف كمركز ديني وروحي مهم. كما أن افتتاح المنفذ يفتح الباب أمام مشاريع استثمارية وسياحية وزراعية يمكن أن تغير وجه المنطقة وتحولها إلى منطقة اقتصادية نامية”.
وأكد السعدي أن “نجاح هذا المشروع يتطلب تكامل الجهود الحكومية والأمنية واللوجستية، فضلاً عن وضع خطة واضحة لتطوير البنى التحتية في بادية النجف وتوفير الخدمات الأساسية فيها. فمنفذ العويقلة ليس مجرد نقطة عبور، بل مشروع استراتيجي يمكن أن يكون رافعة اقتصادية واجتماعية للعراق بأسره”.
ويرتبط العراق والسعودية حالياً بمعبرين بريين؛ الأول هو معبر عرعر الواقع ضمن حدود محافظة الأنبار (غرباً) والمتصل بعرعر السعودية، وهو معبر تجاري وفيه ممرات لعبور المسافرين. أما الثاني فهو معبر الجميمة من جهة الجنوب، ويمتد تاريخياً عبر بادية محافظة المثنى جنوبي البلاد، ويُعد طريق حج رئيسياً كانت تستخدمه دول عدة مثل تركيا وإيران لعبور قوافل الحجاج إلى السعودية عبر العراق.