إصدار جديد في لندن يوثّق دور الجيش البريطاني في حرب العراق وأفغانستان

إصدار جديد في لندن يوثّق دور الجيش البريطاني في حرب العراق وأفغانستان
صدر في بريطانيا كتاب جديد بعنوان “عسكرة الديمقراطية البريطانية: حربا العراق وأفغانستان وصعود الاستبداد”، للباحث بول ديكسون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة “كوين ماري” اللندنية، يسلّط الضوء على الأبعاد الخفية لدور المؤسسة العسكرية البريطانية في هذين النزاعين.
وبحسب ما نشرته الجامعة على موقعها الإلكتروني، يكشف الكتاب أن القوات المسلحة البريطانية لم تكن طرفاً متردداً في الحربين، بل لعب كبار قادتها دوراً محورياً في الدفع باتجاه التدخل، والمساهمة في تشكيل الرأي العام، وتعزيز عسكرة السياسة والمجتمع داخل بريطانيا.
ويرتكز ديكسون في مؤلفه على مجموعة واسعة من الأدلة، من بينها نتائج “لجنة تشيلكوت” الخاصة بالتحقيق في حرب العراق، ليظهر كيف أن الضباط الكبار قاوموا الرقابة الديمقراطية، وروّجوا لمفهوم “العهد العسكري” لحماية أنفسهم من الانتقادات، بل وتحدّوا الوزراء أحياناً سعياً لتوسيع مشاركة بلادهم في النزاعين.
كما يسلّط الكتاب الضوء على ما يصفه المؤلف بـ”التحالف العسكري”، وهو شبكة واسعة تضم قيادات الجيش، وحلفاء سياسيين، وموظفين مدنيين، وشخصيات إعلامية وثقافية، ساهمت جميعها في ترسيخ القيم العسكرية وتطبيع فكرة “الحرب الدائمة” داخل المجتمع البريطاني.
وقال ديكسون إن أبحاثه “تشكّك في الرأي السائد بأن حرب العراق كانت حرب رئيس الوزراء وحده، إذ تُظهر الأدلة أن كبار جنرالات بريطانيا لم يكونوا متفرجين، بل كانوا جهات فاعلة ضغطت بقوة وساهمت في تأجيج الصراع”، مشدداً على أن “فهم هذا الدور أساسي من أجل ضمان رقابة ديمقراطية أقوى في المستقبل”.
الكتاب، الذي حظي بإشادة واسعة من النقاد، وصفته جوانا بورك من جامعة لندن بأنه “تاريخ استثنائي وتحذير لمواطني العالم”، فيما اعتبره الكاتب سيمون أكام، مؤلف “تغيير الحرس: الجيش البريطاني منذ 11 سبتمبر/أيلول”، “تصحيحاً مهماً وضرورياً” في قراءة تاريخ التدخلات العسكرية البريطانية.
وإلى جانب تحليله المفصل لحربي العراق وأفغانستان، يطرح المؤلف أسئلة أوسع حول العلاقة بين المدنيين والعسكريين، وصنع القرار السياسي تحت الضغط، والتأثيرات طويلة الأمد لـ”الحرب على الإرهاب” على الديمقراطية في بريطانيا.