العراق

إحياء يوم العدالة الجنائية الدولية في السليمانية بنداء للكشف عن المقابر الجماعية

إحياء يوم العدالة الجنائية الدولية في السليمانية بنداء للكشف عن المقابر الجماعية

أُقيمت في مدينة السليمانية، اليوم الخميس، فعاليات متنوعة بمناسبة الذكرى السنوية السابعة والعشرين ليوم العدالة الجنائية الدولية، تخليدًا لتوقيع اتفاقية روما التي أُنشئت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مرتكبي الجرائم الأشد خطورة، مثل الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
وقال مصادر إعلام محلية، إن الفعاليات شهدت افتتاح معرض فوتوغرافي يوثّق جوانب من الانتهاكات اللاإنسانية والتعذيب الذي تعرض له الشعب الكوردي في مراحل مختلفة من تاريخه، ولاسيما خلال حملات الأنفال والقصف الكيمياوي في ثمانينيات القرن الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي، دعا بختيار محمد، عضو شبكة المنظمات المناهضة للإبادة الجماعية في كوردستان، إلى ضرورة تفعيل أدوات العدالة الجنائية بحق مرتكبي الجرائم ضد الكورد، موضحًا أن “شبكة المنظمات تجدد دعوتها إلى الحكومة العراقية ومجلس النواب لممارسة الضغط القانوني والسياسي على حكومة إقليم كوردستان من أجل محاسبة 258 من المتورطين في جرائم الأنفال الذين ما يزالون دون عقاب”.
كما طالب بضرورة العمل الجاد على الكشف عن المقابر الجماعية المتبقية، وإجراء الفحوصات الجنائية والحمض النووي لتحديد هوية وانتماء الضحايا، إضافة إلى تعويض الناجين وذوي الضحايا تعويضًا عادلًا وإنصافهم قانونيًا وإنسانيًا.
كما أشار محمد إلى أن الذكرى السنوية ليوم العدالة الجنائية الدولية تمثل فرصة لتذكير المجتمع الدولي والعراقي معًا بواجباتهم تجاه العدالة والإنصاف، مضيفًا أن “عدم التصديق على اتفاقية روما من قبل العراق يبقى عائقًا قانونيًا كبيرًا أمام تحقيق العدالة الكاملة”.
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أُسست عام 2002 بعد دخول اتفاقية روما حيّز التنفيذ، وهي تختص بمحاكمة جرائم الإبادة الجماعية، الجرائم ضد الإنسانية، جرائم الحرب، وجريمة العدوان، وتُفعّل ولايتها فقط في حال كانت الدول غير قادرة أو غير راغبة في محاكمة المتهمين داخليًا.
ورغم أن العراق كان قد أعلن في فبراير 2005 نيته الانضمام إلى الاتفاقية، إلا أنه انسحب لاحقًا دون تقديم تفسير رسمي، ولم يقدم حتى الآن أي إعلان بموجب المادة 12(3) من الاتفاقية للسماح للمحكمة بممارسة الولاية القضائية على أراضيه.
وتبقى ذكرى هذا اليوم، بحسب القائمين على الفعالية، مناسبة للتأكيد على أهمية ملاحقة مرتكبي الجرائم الدولية، وتحقيق العدالة للضحايا، وبالأخص في كوردستان التي لا تزال جراح الماضي حاضرة في ذاكرتها الجماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى