محرم في كربلاء: شعائر دينية تُنعش الحركة الاقتصادية وتخلق آلاف فرص العمل

محرم في كربلاء: شعائر دينية تُنعش الحركة الاقتصادية وتخلق آلاف فرص العمل
مع حلول شهر محرّم الحرام، تتحول كربلاء المقدسة إلى ساحة نابضة بالحياة، يتقاطع فيها الحزن العاشورائي مع انتعاش اقتصادي واسع، حيث تستقبل المدينة ملايين الزائرين القادمين لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.
وتتوشح كربلاء بالسواد في مشهد مهيب، بينما تشهد أسواقها ومرافقها التجارية حراكًا متواصلاً على مدار الساعة. ويشمل هذا النشاط قطاعات متعددة كالأغذية والملابس والنقل والإسكان، إلى جانب توسع كبير في حجم العمالة المؤقتة التي تستقطب آلاف الباحثين عن فرص رزق من مختلف المحافظات.
ويؤكد مواطنون وتجار محليون أن الطلب يتضاعف بشكل غير مسبوق على مختلف السلع والخدمات، نتيجة النشاط الكثيف للمواكب الحسينية وجهودها في خدمة الزائرين، فيما تبقى المحال والأكشاك مفتوحة حتى ساعات متأخرة من الليل، لتلبي احتياجات جموع الزائرين في مشهد يعكس التلاحم بين الروح الدينية والحراك الاقتصادي.
ولا يقف الأثر عند حدود البيع والشراء، بل يمتد إلى تشغيل عشرات الآلاف من اليد العاملة الموسمية، ما يوفر متنفسًا اقتصاديًا لفئات واسعة من الشباب والعوائل ذات الدخل المحدود.
ويرى خبراء اقتصاديون في هذا المشهد فرصة نموذجية لإطلاق مشاريع صغيرة ومتوسطة مستدامة، وتطوير البنى التحتية في المدينة، مؤكدين أن كربلاء تُثبت في كل موسم أن الشعائر الدينية يمكن أن تكون أيضًا رافعة اقتصادية حقيقية، إذا ما وُضعت ضمن رؤية استراتيجية شاملة.