العراق

حجاج من إسبانيا يصلون مكة على ظهور الخيل بعد رحلة استمرت أكثر من 200 يوم عبر 13 دولة

حجاج من إسبانيا يصلون مكة على ظهور الخيل بعد رحلة استمرت أكثر من 200 يوم عبر 13 دولة

في إنجاز غير مسبوق أعاد للأذهان مشاهد الحجيج الأندلسيين قبل قرون، وصل ثلاثة مسلمون من إسبانيا إلى مكة المكرمة بعد أن قطعوا أكثر من ثمانية آلاف كيلومتر على ظهور الخيل، مجتازين 13 دولة في رحلة حج استثنائية امتدت لأكثر من مئتي يوم.
بدأ عبد الله هيرنانديز، وعبد القادر حركاسي، وطارق رودريغيز رحلتهم من جنوب إسبانيا مدفوعين بإيمان راسخ وشوق لإحياء تقاليد روحية اندثرت بفعل قرون الغربة والتهميش، في محاولة نادرة لاستعادة صورة من تاريخ الإسلام في الأندلس، حيث اعتاد المسلمون قديماً أن يشدوا الرحال للحج عبر البر والبحر.
وعلى طول المسار، تحولت الرحلة إلى تجربة روحية عميقة، رافقتها تحديات قاسية عبر الجبال والثلوج، لكن القرى والمدن التي مروا بها فتحت لهم أبوابها بكرم وترحاب. في سوريا، استقبلهم فرسان محليون رافقوهم في الطريق، مؤكدين وحدة الأمة الإسلامية رغم اختلاف الحدود. أما في تركيا، فكان الدعم والتكريم من الشعب والمسؤولين دافعاً كبيراً أمدهم بالقوة حتى بلغوا الأراضي المقدسة.
وقال طارق رودريغيز إن الهدف لم يكن فقط أداء فريضة الحج، بل إيصال رسالة إلى العالم بأن من يتوكل على الله لا يعرف المستحيل، مؤكدًا أن وحدة المسلمين هي مفتاح الإنجاز الحقيقي. من جهته، وصف عبد الله هيرنانديز الرحلة بـ”المعجزة”، مشيرًا إلى أنه حلم بها منذ أكثر من 36 عامًا، وأنها كانت اختبارًا إيمانيًا قبل أن تكون مغامرة جسدية.
أما عبد القادر حركاسي فأكد أن سنوات من التدريب والتخطيط سبقت الرحلة، وأنها أعادت إحياء روح الانتماء الإسلامي داخل المجتمع الإسباني، ورسّخت صورة الإسلام كدين للسلام والمحبة والإنسانية.
وفي اللحظة التي بلغوا فيها الكعبة المشرّفة، انهمرت دموعهم وهم يرددون أن ما بدا بعيدًا صار بين أيديهم، حاملين معهم على ظهور الخيل رسالة إيمانية خالصة: لا مستحيل مع الله، ولا حدود لإرادة المؤمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى