باحثة إيرانية تبحث انعكاس السيرة النبوية في المنمنمات الشيعية والفنون الإسلامية

باحثة إيرانية تبحث انعكاس السيرة النبوية في المنمنمات الشيعية والفنون الإسلامية
قدّمت الباحثة الإيرانية الدكتورة مرضية علي بور دراسة علمية بعنوان «انعكاس السيرة النبوية القرآنية في المنمنمات الشيعية»، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع لدار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، الذي تنظمه الدار التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة بالتعاون مع كلية التربية الأساسية للبنات في جامعة العميد، تحت شعار «السيرة النبوية المباركة بين الثوابت القرآنية ومتغيرات المناهج العلمية».
تناولت الباحثة في دراستها أثر السيرة النبوية في الفنون الإسلامية، ولا سيما في فن المنمنمات الشيعية، مبيّنةً أن هذا الفن تأثر بعمقٍ بالمضامين الدينية المستقاة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأن الفنانين الشيعة عبّروا عبر أعمالهم التصويرية عن سيرة الرسول الأكرم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام بأساليب رمزية وتجريدية دقيقة، تجمع بين البعد الجمالي والروحاني.
وأوضحت علي بور أن المنمنمات الشيعية لم تكن مجرد أعمال فنية، بل وسيلة بصرية لإحياء السيرة النبوية ونشر القيم الإسلامية العليا، مشيرة إلى أن الفنانين اعتمدوا على مصادر دينية واسعة، من بينها الكتب الجامعة التي تناولت الآيات والروايات والسيرة العلمية والعملية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وأضافت أن السيرة النبوية تعني في جوهرها طريقة الرسول وسنته في الحياة، مستشهدة بقول العلامة الطباطبائي في مقدمة كتاب «سنن النبي (صلى الله عليه وآله)»، الذي يرى أن سيرة النبي تمثل الآداب الإلهية والالتزام بها، وأن التحلي بظاهر السنة النبوية وباطنها هو أسمى مراتب الكمال الإنساني.
وبيّنت الباحثة أن الدراسة اعتمدت المنهج الوصفي – التحليلي، والمقاربة الرمزية في قراءة المنمنمات الشيعية، للكشف عن مدى تطابقها مع النصوص القرآنية والروايات الشريفة، وتحليل مكوناتها البصرية والرمزية، بهدف تحديد الأسس الفنية والدلالية التي تعبّر عن الرؤية الشيعية للسيرة النبوية في الفن الإسلامي.
واختتمت علي بور مداخلتها بالتأكيد على أن الاهتمام الفني بالسيرة النبوية في التراث الشيعي لم يكن وليد الصدفة، بل يعكس وعياً روحياً عميقاً بقدسية شخصية الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ومكانته الفريدة في وجدان الأمة، الأمر الذي جعل من المنمنمات وسيلة خالدة لتخليد سيرته المباركة بلغة الفن والإبداع.




