خطاطة إيرانية.. فنّ الخطّ جسرٌ للحوار بين الحضارات ونشر التعاليم الدينية المشتركة

خطاطة إيرانية.. فنّ الخطّ جسرٌ للحوار بين الحضارات ونشر التعاليم الدينية المشتركة
أكدت الخطّاطة الإيرانية البارزة تنديس تقوي أن فنّ الخط يشكّل وسيلة فعّالة لنقل التعاليم الدينية المشتركة وتعزيز الحوار بين الثقافات، مشيرةً إلى أنها استخدمت هذا الفنّ لتجسيد آيات من القرآن الكريم وتعاليم الأديان السماوية والبوذية حول موضوع الأسرة.
وجاء حديث تقوي لوكالة الأنباء القرآنية الدولية على هامش معرض الخط الإيراني ـ الكوري الجنوبي الذي استضافته طهران مؤخرًا، بمشاركة خطاطين كوريين. وأوضحت أن اختيار موضوع الأسرة جاء لكونه قيمة إنسانية محورية تتقاطع فيها القيم الدينية والثقافية في الشرق الأقصى وجنوب شرق آسيا.
وقدمت الخطّاطة ثمانية أعمال فنية في المعرض، بينها لوحة بعنوان مثلٌ كوري حول الأسرة دمجت فيها الخط الكوري مع خط النسخ العربي، إضافة إلى عملين حملَا عنوان “الفراشات الخالدة 1 و2” تم خلالهما توظيف الدلالات على الحرية والخُلود، مع كتابة نصوص من القرآن والإنجيل والتوراة والبوذية حول الترابط الأسري.
وبيّنت تقوي أن فنّ الخط يمثل “لغة حضارية جميلة” قادرة على مدّ جسور التواصل بين الشعوب، مؤكدةً أن واجب المبدعين اليوم هو إيصال هذا التراث الراقي للأجيال القادمة، لأن الفن ـ على حد قولها ـ “أداة تلطيف وتهذيب ومسار لتقريب القلوب”.
وأشارت إلى أن هذا المعرض أثبت أن الخطاطين الإيرانيين والكوريين قادرون على تقديم مفاهيم ورسائل مشتركة عبر لغة الفن، وأن الخطّ يمتلك قدرات كبيرة لتوحيد القيم الإنسانية إذا ما تمّ توظيفه بشكل صحيح.
وفي ختام حديثها، شددت تقوي على أهمية الدبلوماسية الثقافية في تعزيز السلام العالمي وتقليل التوترات بين الدول، مؤكدةً أن “التقارب بين الشعوب يبدأ من الثقافة والفن قبل السياسة”.
يُذكر أن تنديس تقوي حاصلة على شهادة تقدير من البابا فرنسيس بعد إهدائها له خط سورة مريم (عليها السلام)، كما أن من أبرز إنجازاتها خطّ القرآن الكريم كاملًا بخطّ النستعليق، وخطّ رسالة الإمام علي (عليه السلام) إلى مالك الأشتر، إضافة إلى أبحاث عن دور الخط في التفاعل الحضاري بين الشرقين الإسلامي والآسيوي.




