أفغانستان

تدهور التجارة بين أفغانستان وباكستان وسط استياء شعبي من سياسات طالبان

تدهور التجارة بين أفغانستان وباكستان وسط استياء شعبي من سياسات طالـ،ـبان

تتسع دائرة التوتر بين حركة طالـ،ـبان وباكستان لتلقي بظلالها الثقيلة على حركة التجارة بين البلدين، وسط استياء متزايد في الشارع الأفغاني من السياسات التي أدت إلى إغلاق الممرات الحدودية وخنق حركة التبادل التجاري، لاسيما في موسم تصدير الفواكه والخضروات الطازجة.
ففي أعقاب التصعيد المستمر وإصدار نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الغني برادر تعليمات للبحث عن بدائل تجارية عن باكستان، بدأ التجار الأفغان بسحب شاحناتهم من المعابر الحدودية، وإعادتها إلى داخل المدن في محاولة لبيعها في الأسواق المحلية. وبرّر برادر هذه الخطوة بالخسائر الكبيرة التي يتكبدها التجار جراء إغلاق الممرات الحدودية في مواسم حساسة، وهو ما انعكس مباشرة على الأسواق والناس.
ومع إعادة الشاحنات المحملة بالفواكه والخضروات من معبري تورخم وأسبين بولدك، شهدت الأسواق الداخلية في ولايات مثل ننغرهار وكابل وقندهار انخفاضاً حاداً في أسعار الفاكهة، وفي محاولة لامتصاص غضب التجار، أطلق عدد من أعضاء طالـ،ـبان حملات عبر مواقع التواصل لدعوة المواطنين إلى شراء الفواكه والخضروات المحلية. ودعا عضو الحركة طلحة بدخشاني الناس إلى “شراء ما استطاعوا من المنتجات المحلية دعماً للتجار”، كما ناشد أصحاب الفنادق إلى تقديم عصائر الفاكهة المحلية بدلاً من المشروبات المستوردة.
لكن هذه الدعوات قوبلت بسخط شعبي واسع، إذ يرى مواطنون أن سياسات طالـ،ـبان هي السبب المباشر في الخسائر الحالية، بعد أن أدت مواقفها المتشددة إلى إغلاق الحدود وتقييد حركة التجارة. ويشير آخرون إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد تجعل الدعوات لشراء الفاكهة بعيدة عن واقع الناس، الذين بات كثير منهم عاجزين حتى عن شراء الخبز.
وتعكس الأزمة الراهنة حجم التوتر السياسي وتأثيره المباشر على الحياة المعيشية للأفغان، وتبرز في الوقت ذاته حالة عدم الرضا المتنامية من أسلوب إدارة طالـ،ـبان للملفات الاقتصادية والتجارية، وسط مخاوف من استمرار تفاقم الخسائر وتضييق الخناق على التجار والمواطنين على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى