أفغانستان

افتتاحية دولية تهاجم حظر تعليم الفتيات في أفغانستان: طالـ،ـبان “تحارب المعرفة باسم الدين”

افتتاحية دولية تهاجم حظر تعليم الفتيات في أفغانستان: طالـ،ـبان “تحارب المعرفة باسم الدين”

أثارت افتتاحية صادمة نشرتها صحيفة “بيلارز” الدولية موجة واسعة من الجدل، بعد أن وجّهت الكاتبة والباحثة الأفغانية “فيروز إيمان” إدانة شديدة للإجراءات المتطرفة التي تتخذها سلطات طالـ،ـبان بحق النساء، وفي مقدمتها قرار حظر تعليم الفتيات، معتبرة إيّاه انحرافاً خطيراً عن روح الإسلام ومبادئ العدالة التي قامت عليها المجتمعات الأفغانية عبر التاريخ.
الافتتاحية، التي تحولت إلى ما يشبه “بيان غضب فكري”، أكدت أن طالـ،ـبان تستخدم الدين غطاءً لسياسات تقمع نصف المجتمع وتُعطل مستقبل البلاد، في حين أن الإسلام – بنص الحديث النبوي الشريف – يقرر بوضوح: “طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة”. ورغم هذا النص الجلي، تضرب الحركة به عرض الحائط، لتفرض على المرأة واقعاً يحكمه منطق القوة لا منطق الشرع.
وأشارت الكاتبة، التي تستحضر جذورها البشتونية وهويتها الإسلامية، إلى أن أفغانستان صمدت عبر القرون بوجه أعظم الإمبراطوريات، لكنها اليوم “تهزم نفسها” بمرسومٍ واحد يحاصر المعرفة، لتجد النساء أنفسهن في مواجهة سلطة داخلية تخشى العلم أكثر مما تخشى أي تهديد خارجي.
وترى الافتتاحية أن التطرف الداخلي بات أخطر من “الإسلاموفوبيا الغربية” التي استُخدمت سابقاً ذريعة للتدخل العسكري، لأن الحرب الحالية تُشنّ من داخل المجتمع نفسه، وتشوّه القيم القبلية والدينية التي طالما عظّمت العدالة وحماية الضعفاء.
وتكشف إيمان أن داخل طالـ،ـبان نفسها أصواتاً تعارض حظر التعليم وتعتبره غير ممثل لكل أفراد الحركة، غير أن تلك الأصوات “مُهمّشة”، فيما تهيمن قرارات تُعيد البلاد عقوداً إلى الوراء وتحوّل الفتيات إلى رهائن لسياسات ضيقة تقايض الهوية بالخوف.
وتحذّر الافتتاحية من انقسام قاتل تعيشه المرأة الأفغانية اليوم بين تطرفين متعاكسين: أحدهما غربي ينتزعها من جذورها ويحوّلها إلى رمز للصراعات الليبرالية، وآخر طالـ،ـباني يزجّ بها خلف الجدران باسم الحماية. وبين هذين الطرفين، تبقى المعرفة هي الضحية الأولى.
وتُختتم الافتتاحية برسالة حادة: “الإسلام بدأ بكلمة اقرأ… ومجتمع يمنع نساءه من التعلم إنما يحكم على نفسه بالانهيار قبل أن يحكم عليه أي غزو خارجي.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى