أفغانستان

إرهـ،ـابيون أم مهاجرون؟ إسلام آباد وطالـ،ـبان تتبادلان الاتهامات حول الباكستانيين في أفغانستان

إرهـ،ـابيون أم مهاجرون؟ إسلام آباد وطالـ،ـبان تتبادلان الاتهامات حول الباكستانيين في أفغانستان

تصاعد التوتر بين إسلام آباد وحكومة طالـ،ـبان في كابل على خلفية الجدل المتزايد بشأن وضع آلاف الباكستانيين المقيمين في المناطق الحدودية الأفغانية، حيث تقدّم كل من الجانبين رواية مختلفة عن طبيعة وجودهم، بين من تعتبرهم باكستان “إرهـ،ـابيين”، وتصفهم طالـ،ـبان بأنهم “مهاجرون من المناطق القبلية”.
وأفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان رسمي أن “عناصر من تحريك طالـ،ـبان باكستان (TTP) وحركة تحرير بلوشستان (BLA) فرّوا إلى الأراضي الأفغانية عقب عملية (ضربة الغصب) عام 2015”، مضيفة أن طالـ،ـبان “تحاول التغطية على وجودهم وتقديمهم للعالم على أنهم لاجئون”.
وأكد البيان أن “هذه القضية ليست إنسانية ولا تتعلق باللاجئين، بل محاولة لتضليل المجتمع الدولي عبر إخفاء الإرهـ،ـابيين خلف ستار اللجوء”، مشيراً إلى أن هؤلاء الأفراد أقاموا معسكرات تدريب داخل الأراضي الأفغانية لتنفيذ عمليات ضد باكستان.
واتهمت إسلام آباد طالـ،ـبان بإيواء هؤلاء “تكريماً لمشاركتهم في القتال إلى جانبها ضد الحكومة السابقة والقوات الدولية”، لافتة إلى أن كابل ترفض تسليمهم رغم الطلبات المتكررة. وقال البيان: “طالـ،ـبان لم تُبدِ أي استعداد لتسليمهم، متذرعة بعدم السيطرة عليهم، فيما فقدت وعودها السابقة مصداقيتها”.
وشددت الخارجية الباكستانية على أن “إسلام آباد مستعدة لاستقبال أي مواطن باكستاني مقيم في أفغانستان عبر المنافذ الحدودية الرسمية، شريطة عدم عبوره بطريقة غير قانونية أو حمله السلاح”.
في المقابل، ردّ المتحدث باسم طالـ،ـبان، ذبيح الله مجاهد، نافياً الاتهامات الباكستانية، وقال في مؤتمر صحفي إن “مهاجري المناطق القبلية الباكستانية يعيشون في أفغانستان منذ ما قبل سيطرة طالـ،ـبان على الحكم، وإنهم دخلوا البلاد خوفاً من الأوضاع الأمنية في بلادهم”.
وأوضح مجاهد أن “هؤلاء المهاجرين يقيمون في مخيمات خاصة تُشرف عليها السلطات، ويُمنع عليهم استخدام السلاح داخل الأراضي الأفغانية”، مؤكداً أن طالـ،ـبان عقدت عدة اجتماعات مع زعماء القبائل لإعادة هؤلاء إلى ديارهم، لكن الجهود لم تُكلل بالنجاح حتى الآن.
واعتبر المتحدث أن “قضية تحريك طالـ،ـبان الباكستانية (TTP) شأن داخلي يخص باكستان”، داعياً إسلام آباد إلى التعامل مع المشكلة عبر الحوار لا عبر الاتهامات المتبادلة، فيما اتهمت الأخيرة طالـ،ـبان بتأجيج النزعة القومية البشتونية داخل باكستان.
ويبدو أن الخلاف بين الطرفين بلغ مرحلة متقدمة من التصعيد، إذ باتت الاتهامات المتبادلة حول ملف “المهاجرين القبليين” عنواناً جديداً للتوتر المتصاعد بين الجارتين، وسط مخاوف من انعكاس ذلك على الأمن الحدودي الهش بين البلدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى