أفغانستان

في يوم المعلم العالمي.. طالـ،ـبان تحظر الاحتفال وتزيد معاناة المعلمين في أفغانستان

في يوم المعلم العالمي.. طالـ،ـبان تحظر الاحتفال وتزيد معاناة المعلمين في أفغانستان

يصادف الخامس من أكتوبر كل عام يوم المعلم العالمي، الذي يُحتفل به في مختلف دول العالم تكريمًا لدور المعلمين في بناء الأجيال، إلا أن هذا اليوم مرّ في أفغانستان بصمت تام بعد أن حظرت حركة طالـ،ـبان إحياءه، وسط أوضاع صعبة يعيشها المعلمون والمعلمات منذ عودة الحركة إلى السلطة.
وذكرت وكالة أنباء شفقنا أفغانستان أن سلطات طالـ،ـبان أصدرت أوامر إلى جميع المدارس الحكومية والخاصة في ولاية هرات، تقضي بمنع إقامة أي احتفالات أو فعاليات بمناسبة يوم المعلم، وجرى تعميم القرار على مختلف ولايات البلاد، مع تحذير من أن من يخالف التعليمات “سيواجه العواقب”.
وكانت الحكومات السابقة في أفغانستان تحتفي رسميًا بيوم المعلم من خلال زيارات رسمية يقوم بها الرئيس أو أحد نوابه إلى المدارس وتكريم الكوادر التعليمية، غير أن طالـ،ـبان أنهت هذه التقاليد منذ سيطرتها على البلاد عام 2021.
أوضاع معيشية صعبة وتضييق على الحريات التعليمية
منذ عودة طالـ،ـبان إلى الحكم، تدهورت أوضاع المعلمين بشكل حاد، إذ فرضت الحركة قيودًا مشددة على التعليم وخفّضت رواتب الموظفين الحكوميين، بما فيهم المعلمون، كما أقالت نحو 80 ألف موظف من وزارة التعليم، ما ترك آلاف العائلات دون مصدر رزق.
وأفادت مصادر تعليمية أن رواتب المعلمين لم تعد تكفي لتغطية الحد الأدنى من المعيشة، ما اضطر كثيرين منهم إلى مزاولة أعمال أخرى كبيع السلع في الأسواق أو العمل في مهن بسيطة لتأمين نفقات أسرهم.
كما فرضت طالـ،ـبان على المعلمين الالتزام بمظاهر محددة، مثل إطلاق اللحى وارتداء الحجاب الشرعي الصارم، إلى جانب إخضاعهم لاختبارات دينية دورية، ما جعل بيئة التعليم أكثر تقييدًا وصعوبة.
ويواجه العنصر النسائي في قطاع التعليم وضعًا أشد قسوة، إذ منعت طالـ،ـبان تعليم الفتيات بعد الصف السادس، ما أدى إلى حرمان أكثر من مليوني طالبة من الدراسة، وفقدان آلاف المعلمات لوظائفهن.
وفي البداية، كانت الحركة تصرف رواتب رمزية لا تتجاوز خمسة آلاف أفغاني شهريًا للمعلمات المجبرات على البقاء في منازلهن، لكنها لاحقًا أزالت آلاف الأسماء من قوائم وزارة التعليم ضمن سياسة تقليص الهيكل الإداري، ما قطع عن كثيرات منهن آخر مصادر الدخل.
وتشير تقارير محلية إلى أن عددًا من هؤلاء المعلمات كنّ المعيلات الرئيسيات لأسرهن، مما زاد من تفاقم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع الأفغاني.
يؤكد مراقبون أن سياسات طالـ،ـبان تجاه التعليم تمثل “حربًا على المعرفة”، وتترك آثارًا مدمرة لا تقتصر على الجيل الحالي من الأفغان، بل تمتد لتؤثر في مستقبل البلاد لعقود، إذ تحرم ملايين الأطفال والنساء من فرص التعلم والتطور، وتغلق أبواب الأمل أمام نهوض المجتمع من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى