وسط تنديد واسع.. طالـ،ـبان تشنّ موجة اعتقالات جديدة بحق الفتيات في كابل

وسط تنديد واسع.. طالـ،ـبان تشنّ موجة اعتقالات جديدة بحق الفتيات في كابل
شنت وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” التابعة لحركة طالـ،ـبان حملة اعتقالات جديدة طالت عشرات الفتيات الشابات في العاصمة الأفغانية كابل، خاصة في المناطق ذات الغالبية الشيعية ومناطق الهزارة والطاجيك، وسط تنديد واسع من قبل منظمات حقوق الإنسان وشخصيات دينية وسياسية أفغانية.
وشهدت أحياء غربي كابل، و”شهر نو” و”قلعة فتح الله”، انتشارًا مكثفًا لعناصر الحركة المسلّحين، الذين اقتادوا الفتيات إلى المعتقلات، رغم ارتدائهن الحجاب، بحسب شهادات شهود عيان ومصادر محلية أكدت أن دوافع الاعتقال ذات طابع طائفي وعرقي.
وأُطلق سراح الفتيات المعتقلات بعد احتجازهن ليلة كاملة، مع إجبار ذويهن على توقيع تعهدات خطية، في مشهد وصفته منظمات حقوقية بأنه “سياسة ممنهجة لترويع النساء وإقصائهن عن الحياة العامة”.
وتُعد هذه الحملة الثانية من نوعها خلال عامين، إذ كانت طالـ،ـبان قد اعتقلت في وقت سابق فتيات من مناطق “دشت برجي” و”خير خانة” بذريعة مشابهة، وهو ما اعتبره مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حينها استهدافًا على أساس العرق والطائفة.
من جهتها، وصفت رابطة المدافعين عن حقوق الإنسان في أفغانستان هذه الحملة بأنها انتهاك صارخ للقيم الإنسانية، محذرة من تعرّض المعتقلات لسوء المعاملة، في ظل غياب أي رقابة قانونية أو إمكانية تواصل الأسر مع المحتجزات.
في السياق ذاته، ندد القيادي الجهادي عبد رب الرسول سياف بالانتهاكات، واصفًا اعتقال الفتيات بأنه “جفاء للشريعة والدين” و”إهانة للمروءة الإسلامية”، داعيًا طالـ،ـبان إلى التوقف عن استخدام الدين كأداة للاضطهاد.
وشدد ناشطون حقوقيون على أن ما تمارسه طالـ،ـبان لا علاقة له بقيم الإسلام، بل يمثل نمطًا من القمع الممنهج الذي يستغل الشعارات الدينية لتقييد الحريات وتكريس الهيمنة، في ظل صمت دولي مستمر حيال تدهور أوضاع النساء في أفغانستان.