علماء وأكاديميون في كابول: أهل البيت تجسيدٌ للصدق الإلهي ورسالة المباهلة دعوة للحوار لا العنف

علماء وأكاديميون في كابول: أهل البيت تجسيدٌ للصدق الإلهي ورسالة المباهلة دعوة للحوار لا العنف
في أجواءٍ روحانيةٍ تزامنت مع حلول ذكرى يوم المباهلة، سلط برنامج “حوار البناء” من العاصمة الأفغانية كابول، الضوء على واحدة من أعظم محطات التاريخ الإسلامي، من خلال ندوة علمية نظمها مركز تابيان الثقافي والاجتماعي، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء في الشؤون الدينية والاجتماعية.
وأكد المشاركون في اللقاء أن واقعة المباهلة ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي شهادة خالدة على صدق الرسالة المحمدية، ودليلٌ قرآنيٌ على المنزلة السامية لأهل البيت (عليهم السلام) في قلب الإسلام، مشددين على أن اختيار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لأربعة فقط من أهل بيته ليشاركوه هذا الموقف المصيري، وهم أمير المؤمنين الإمام علي، السيدة فاطمة الزهراء، الإمام الحسن، والإمام الحسين (عليهم السلام)، يبيّن بما لا يقبل الشك مكانتهم الاستثنائية.
ورأى المتحدثون أن النبي (صلى الله عليه وآله) لو لم يكن على يقين مطلق بصدق دعوته، لما خاطر بأقرب الناس إليه في مواجهةٍ دعا فيها إلى استنزال لعنة الله على الكاذبين، مؤكدين أن تراجع وفد نجران عن المباهلة عند رؤيتهم تلك الوجوه الطاهرة لم يكن إلا استجابة لفطرةٍ عرفت الحق حين تجلى.
كما شددت عدد من المتحدثات على أن المباهلة تحمل رسائل متجددة لكل زمان، أهمها أن الإسلام دين حوارٍ ومنطقٍ لا عنف فيه، وأن النصر الإلهي لا يُمنح إلا لمن تمسك بالحق والصبر والحكمة، داعين إلى استلهام هذه القيم في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة بالحجة لا بالصدام، وبالنقاء لا بالإقصاء.
وتوقف البرنامج عند البعد الإلهي في هذه الحادثة، حيث لم يكن اختيار أهل البيت للمباهلة اعتباطيًا، بل جاء بأمر من الله عز وجل ليكونوا الحجة البالغة والدليل العملي على صدق النبي ورسالته، في لحظة فارقة واجه فيها الإسلام التثليث بالتوحيد، والشك باليقين، والتعصب بنور آل محمد (عليهم السلام).
وفي ختام البرنامج، دعا المشاركون إلى ترسيخ روح المباهلة في مجتمعاتنا، عبر الانفتاح الواعي على المخالفين، والتمسك بالحوار والتسامح، تأسّيًا بما فعله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حين قدّم في ساحة المباهلة نموذجًا يُحتذى به في مواجهة الخلافات بالعقل والرحمة لا بالصراخ أو القهر.