أفغانستان

في كابول.. معرض ثقافي وفني يُقام وسط غياب النساء وتحت ظلال القيود

في كابول.. معرض ثقافي وفني يُقام وسط غياب النساء وتحت ظلال القيود

شهد المعرض الوطني “نغارستان ملي” في العاصمة الأفغانية كابول تنظيم معرض ثقافي وفني وأدبي استمر ليومين، بمشاركة ثمانية عشر فنانًا من الرجال، عُرضت خلاله أكثر من مائة لوحة فنية ركزت على الطبيعة والمناظر الخالية من الوجوه والكائنات الحية، في مشهد يعكس حجم القيود المفروضة على الفن والحريات الفردية، ولا سيما على النساء.
اللافت في المعرض، الذي أُقيم في ظل حكم حركة طالبان، كان الغياب الكامل للنساء، سواء كفنانات أو حتى كزائرات. كذلك، غابت عن جدرانه اللوحات التي تُجسّد الوجوه أو الحياة اليومية، وهي مكونات اعتادها الفنانون سابقًا قبل فرض القيود الصارمة على حرية التعبير الفني.
وأكد بعض الفنانين المشاركين أنهم يواجهون تحديات اقتصادية حادة في ظل غياب الدعم المؤسسي، مطالبين سلطات الأمر الواقع بتوفير رعاية أكبر للفنانين وتشجيع إقامة المعارض الثقافية. وقال الفنان إحسان الله نغاش: “نطلب من الحكومة الاهتمام بالشباب والفنانين، وتوفير فرص للعمل، فالكثيرون عاطلون ويكافحون من أجل تأمين مستلزمات لوحاتهم”.
أما الرسام مبارز، فأشار إلى الصعوبات التي تواجه منظمي هذه الفعاليات، موضحًا أن “القطع الفنية تُشترى وتُنقل بمشقة، وكل ذلك لإظهار معاناة النساء وقدرتهن على العمل والإنفاق، حتى في ظل غيابهن القسري”.
ورغم حظر الحضور النسائي، فقد شارك في المعرض عشرة فنانين من الحرفيين بعرض منتجات يدوية، بينها أعمال أنجزتها نساء، لكن جرى تقديمها من قبل رجال، في انعكاس رمزي لإقصاء المرأة الأفغانية من الفضاء العام حتى من خلال إنتاجها الفني.
ويُعدّ هذا المعرض نموذجًا لحالة الثقافة والفن في أفغانستان ما بعد عودة طالبان إلى السلطة، حيث تُفرض قيود صارمة على الفنون البصرية، وتُحظر مشاركة النساء في الحياة العامة، ما يهدد بتقويض مسيرة فنية عريقة طالما مثّلت أحد أوجه التنوع الثقافي في البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى