قيود إعلامية جديدة.. ولاية بنجشير الأفغانية تحظر عرض الكائنات الحية في وسائل الإعلام

انضمت ولاية بنجشير إلى قائمة الولايات الأفغانية التي فرضت حظراً على عرض صور الكائنات الحية، بما في ذلك البشر والحيوانات، في وسائل الإعلام، تطبيقاً لقانون “تعزيز الفضيلة ومنع الرذيلة” الذي تبنته حركة طالـ،ـبان منذ أغسطس 2024، وفق ما أعلنه “مركز الصحافة الأفغاني” اليوم الثلاثاء.
وبحسب المركز، ترأس محافظ بنجشير محمد آغا حكيم اجتماعاً موسعاً في الرابع من مايو الجاري، شارك فيه علماء دين ومسؤولون محليون، بهدف وضع آليات لتطبيق هذا القانون في الولاية، مؤكداً خلال اللقاء على حظر شامل لنشر أو عرض صور الكائنات الحية في الأماكن العامة ووسائل الإعلام، مع إلزام جميع المؤسسات الإعلامية بالامتثال لهذا القرار.
وبذلك، يرتفع عدد الولايات الأفغانية التي تطبق هذا الحظر إلى 18 من أصل 34، وفق ما نقلته وكالة “نوفوستي” الروسية، في مؤشر على توسّع دائرة الرقابة الإعلامية في البلاد.
وأشار البيان إلى أن سلطات بنجشير تعتزم تشكيل لجان رقابة مختصة لضمان تنفيذ القانون، محذّراً من أن المخالفين سيواجهون المساءلة القانونية، في وقت لم توضّح فيه الجهات الرسمية معايير التقييم أو الآليات الرقابية التي سيتم اعتمادها.
وأعرب “مركز الصحافة الأفغاني” عن قلقه الشديد إزاء هذا القرار، معتبراً أن الحظر المفروض يمثل “ضربة قاسية لحرية التعبير” ويهدد مستقبل الإعلام المرئي والمصور في البلاد، الذي يعاني أصلاً من تضييق متواصل منذ عودة طالـ،ـبان إلى الحكم في أغسطس 2021.
ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة من الإجراءات التي فرضتها سلطات “الإمارة الإسلامية” على وسائل الإعلام والفنون، شملت حظر الموسيقى، والتمثيل، والإعلانات المصوّرة، في محاولة لإعادة تشكيل المجال العام وفقاً لرؤية دينية متشددة.
ويرى مراقبون أن هذه القيود تتجاوز مجرد تطبيق الشريعة، لتشكل جزءاً من سياسة تهدف إلى إحكام السيطرة على الخطاب الإعلامي وضبط الصورة الاجتماعية والثقافية في البلاد، في ظل غياب بيئة ضامنة للحريات الأساسية.