غوطة دمشق الشرقية.. مأساة إنسانية خلفتها الحرب والإرهاب
واقع إنساني صعب يعيشه أهالي الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، نتيجة تسلط المجموعات الإرهابية التي تتحكم بأقدار الناس ولقمة عيشهم، فتحولت الحياة فيها إلى جحيم بعد أن كانت مصدر الخيرات ورافداً أساسياً للعاصمة.
واقع إنساني صعب يعيشه أهالي الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، نتيجة تسلط المجموعات الإرهابية التي تتحكم بأقدار الناس ولقمة عيشهم، فتحولت الحياة فيها إلى جحيم بعد أن كانت مصدر الخيرات ورافداً أساسياً للعاصمة.
وقد تحولت منطقة الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، من مركز اقتصادي وزراعي وسياحي رافد للدولة السورية قبل الحرب، إلى أحد أكثر المواقع عرضة للمأساة الإنسانية في ظل الأزمة، بفعل الحصار الجائر الذي تفرضه المجموعات المسلحة على المنطقة، حيث يعاني أهالي الغوطة من نقص كبير في المواد الغذائية واللوازم الطبية، إضافة إلى عدم سماح الإرهابيين لهم بالخروج منها واللجوء إلى كنف الدولة.
ومعاناة أهالي الغوطة امتدت أيضاً إلى الناحية المعيشية، حيث يعتمد الأهالي على مزروعات أراضي الغوطة بشكل كبير، من خضار موسمية وفاكهة، أما من ناحية المواد التموينية من سكر و أرز وغيره مما لا تنتجها الغوطة، فأسعارها مرتفعة جداً بحيث لا يمكن شراؤها في أغلب الأحيان.
ويقطن حالياً داخل الغوطة حوالي 385 ألف نسمة، في ظروف متفاوتة وتتركز الكثافة السكانية في مناطق الغوطة الوسطى، البعيدة عن مراكز المواجهات والاشتباك، حيث نزح مؤخراً قرابة 30 ألف نسمة من مناطق شرقي دوما، جراء انتقال المواجهات.
وللتخفيف عن معاناة الأهالي في الغوطة الشرقية تمكن الجيش السوري من إخراج آلاف المدنيين من مناطق متفرقة داخل الغوطة ونقلهم إلى العاصمة دمشق، بعد أن طلبوا الخروج، نتيجة الأحوال السيئة، حيث تم تخصيص نقاط للعبور، لتسهيل عمليات إخراج المدنيين أو من يريد تسليم نفسه من المسلحين للرجوع إلى كنف الدولة.
وشهدت الغوطة خلال الفترة الماضية حالة من السخط والتململ على القادة العسكريين للمجموعات الإرهابية، الذين يتحكمون بمصير الناس، ويحتفظون بالمواد الغذائية لأنفسهم، ويمنعوها عن العامة، الأمر الذي أجبر المدنيين على الخروج بالعديد من المظاهرات تنديداً بالحالة المعيشية وسوء المعاملة.