العالم الاسلامي

مستشرق ألماني يعلن إسلامه بعد رحلة فكرية وروحية طويلة مع النص القرآني

مستشرق ألماني يعلن إسلامه بعد رحلة فكرية وروحية طويلة مع النص القرآني

شهدت الساحة الفكرية الألمانية قصة فريدة تمثلت في رحلة الدكتور ألفريد هوبير، المستعرب الألماني الذي انتقل من البحث الأكاديمي البارد إلى يقين الإيمان بالقرآن الكريم، بعد سنوات من الترحال بين الأديان والثقافات.
هوبير، المولود في فيينا ببيئة كاثوليكية متدينة، بدأ مسيرته بالتساؤل عن حقيقة الإيمان واختلاف الأديان، قبل أن ينطلق في سلسلة من الرحلات شملت روما واليونان وتركيا وسوريا والأردن والهند. كانت تلك التجارب كفيلة بإبعاده عن الكهنوت التقليدي الذي لم يجد فيه السكينة، ليكتشف تدريجيًا روحانية الإسلام.
وفي الهند، عاش تجربة روحية كادت تودي بحياته حين جرفه نهر الغانج، ليعتبر ذلك “ولادة جديدة”. غير أن نقطة التحول الحاسمة كانت في زيارته لتاج محل، حيث شعر بالطمأنينة واليقين بأن الإسلام هو الدين الذي اختارته روحه.
هوبير، الذي درس اللغات القديمة والعربية بعمق، صُدم حين قرأ القرآن لأول مرة، إذ وجد فيه اتساقًا داخليًا وبلاغة لا مثيل لها، على عكس ما روّجه المستشرقون الأوروبيون. ويقول إن قراءته للقرآن لم تكن حيادية في البداية، لكنه سرعان ما تجاوز الصور النمطية التي نشأ عليها.
أعلن هوبير إسلامه أول مرة في إسطنبول عام 1980، ثم جدد ذلك في الجامع الأزهر عام 1981، حيث بدأ التدريس لاحقًا. وخلال مسيرته، كلّفته وزارة الأوقاف المصرية بترجمة معاني القرآن الكريم إلى الألمانية، وهو مشروع استغرق منه 13 عامًا.
ويرى هوبير أن أي ترجمة للقرآن إن لم تصدر عن عقل مؤمن فلن تنقل جوهر النص، معتبرًا الشاعر الألماني فريدريش روكرت الأقرب إلى هذا الفهم. وعندما يُسأل عن خلاصة رحلته الطويلة، يجيب بجملة واحدة: “انتقلت من الظلمات إلى النور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى