دراسة بريطانية: أصول المساجد الإسلامية تتجاوز 1.5 مليار باوند بتمويل ذاتي شبه كامل من المسلمين

دراسة بريطانية: أصول المساجد الإسلامية تتجاوز 1.5 مليار باوند بتمويل ذاتي شبه كامل من المسلمين
كشفت دراسة جديدة أصدرها معهد “أعيان” في بريطانيا أن المسلمين هناك تمكنوا من بناء شبكة مؤسسية من المساجد تتجاوز قيمة أصولها 1.5 مليار باوند، وتدرّ دخلًا سنويًا يقارب 500 مليون باوند، وذلك بتمويل شبه كامل من المجتمع المسلم، عبر التبرعات والجهود التطوعية، دون اعتماد يُذكر على دعم حكومي.
وبحسب الدراسة، فإن أكثر من 98% من تمويل هذه المساجد يأتي من تبرعات الأفراد والجهود المجتمعية المحلية، بينما لم يتجاوز الدعم الحكومي نسبة 2%. وتُعد هذه النسبة دلالة على الاستقلال الذاتي للمؤسسات الإسلامية، ودحضًا للادعاءات التي تزعم تلقيها تمويلًا حكوميًا أو خارجيًا واسع النطاق.
وأظهرت الدراسة، التي تُعد الأولى من نوعها في هذا المجال، أن عدد المساجد المسجّلة كجمعيات خيرية بلغ 1,799 من أصل قرابة 1,844 مسجدًا في عموم البلاد، مشيرة إلى أن هذه المساجد توظف أكثر من 32 ألف شخص، أغلبهم من المتطوعين، حيث يُقدّر عددهم بنحو 11,269 متطوعًا، في حين يبلغ عدد الموظفين بدوام كامل أقل من 3 آلاف.
ولفت التقرير إلى التفاوت الكبير بين المساجد من حيث الموارد والإمكانيات، حيث تتصدر بعض المؤسسات قائمة الأعلى دخلًا مثل مؤسسة “Faizan-e-Madina” في برادفورد والاتحاد الإسلامي البريطاني، في حين تعتمد معظم المساجد الصغيرة على جهود تطوعية محدودة، وتعاني من ضعف في القدرات الإدارية والتنظيمية.
وأشار التقرير إلى أن المساجد تمثّل أقل من 4% من إجمالي دور العبادة في بريطانيا، مقارنة بـ89.5% للكنائس، رغم أن المسلمين يشكّلون نحو 5.5% من السكان، ما يفنّد سرديات اليمين المتطرف حول “الهيمنة الإسلامية” المزعومة على الفضاء العام.
وأكد التقرير الحاجة إلى تطوير بنية إدارية ومهارية موازية للبنية المادية، داعيًا إلى الاستثمار في تدريب الأئمة والإداريين، وتعزيز الشفافية والتعاون بين المؤسسات، من أجل تمكين المساجد من أداء دورها الديني والمجتمعي بكفاءة وفاعلية، في ظل بيئة سياسية وإعلامية متزايدة التحدي.