العالم الاسلامي

أكاديمي كشمیري: محرم هو شهر الثورة الأخلاقية في زمن السقوط السياسي

أكاديمي كشميري: محرم هو شهر الثورة الأخلاقية في زمن السقوط السياسي

وفي مقالٍ نُشر في صحيفة “برايتر كشمير” الرسمية، يسلّط البروفيسور الشيخ عقيل أحمد الضوء على أهمية شهر المحرم في زمن انحسار القيم، مؤكدًا أن مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) ليست حدثاً محصوراً في التاريخ الإسلامي، بل رسالةٌ أخلاقيةٌ كونية، تتجدد مع كل انكسار للعدالة، وكل تواطؤ مع الباطل.
وأكد المقال إن كربلاء ليست مجرد صراع بين جيشين، بل هي صراع دائم بين الكرامة والاستعباد، بين المبدأ والانحراف. فيوم وقف الحسين (عليه السلام) في وجه سلطة جائرة، لم يكن ذلك طلباً لعرش، بل رفضاً لطغيانٍ غطّى الإسلام بوجه وراثي مشوّه.
وحذر الكاتب في سياق مقاله من تفريغ كربلاء من معناها التحرري عبر تحويلها إلى طقوسٍ باهتة أو سردٍ طائفي، مؤكدًا أن الإمام الحسين نهض للإنسانية جمعاء، مدافعًا عن المظلومين، ورافضًا لشرعنة الفساد باسم الدين.
فاليوم، تتكرر مشاهد من كربلاء في غزة وسوريا وميانمار والصين، حيث تُستهدف الشعوب لأنها ترفض الانكسار. كما تتجلى في اضطهاد الصحفيين، وفي كتم أصوات الناشطين الذين تستلهمون من شجاعتهم مواقف الحسين وصحبه يوم عاشوراء.
هذا ولم تكن مقاومة الإمام مقاومة بالسلاح، بل بالثبات، وبالعزة، وبالوضوح الأخلاقي، حتى وهو يواجه الموت عطشًا على رمال كربلاء. فهذه الروح، كما يقول البروفيسور، هي ما تحتاجه أمتنا اليوم في وجه الزيف الإعلامي، والنفاق السياسي، والانهيار الأخلاقي.
وإن شهر المحرم الحرام، كما يصوّره المقال، هو لحظة وعي عالمي، يدعو كل أحرار العالم – مسلمين كانوا أو غير مسلمين – أن يراجعوا ضميرهم، وأن يستلهموا من الحسين طريقًا للخلاص من الاستبداد، ففي كل مظلوم اليوم صدى لصوت زينب (عليها السلام) وهي تصرخ: “ما رأيتُ إلا جميلاً”، وفي كل ظالم حديث، توجد صورة من يزيد، وإن تنكّر بربطة عنق أو خطاب دولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى