شيرازي فاونديشن: الفقر قضية أخلاقية وإنسانية تتطلب عدالة وتضامناً دولياً

شيرازي فاونديشن: الفقر قضية أخلاقية وإنسانية تتطلب عدالة وتضامناً دولياً
بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، أكدت مؤسسة “شيرازي فاونديشن” العالمية أن الفقر لم يعد مجرد أزمة اقتصادية تعيشها شعوب عديدة، بل هو انعكاس لاختلال عميق في العدالة الإنسانية، يستدعي جهداً دولياً واسعاً لمعالجته جذرياً.
وفي بيان تلقته “وكالة أخبار الشيعة”، شددت المؤسسة على أن مكافحة الفقر تمثل جزءاً أصيلاً من التعاليم الإسلامية، كما برزت بوضوح في سيرة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي وضع العدالة الاجتماعية في صميم مشروعه الإنساني والإداري. وجاء في البيان أن الإمام علي (عليه السلام) اعتبر الفقر تهديداً مباشراً لاستقرار المجتمع وأمنه، ومحركاً أساسياً لانتشار الجهل والانحراف، مؤكداً أن مسؤولية الدولة في رعاية الفقراء ليست خياراً، بل هي واجب أساس لا يجوز التهاون فيه.
وأشار البيان إلى أن رؤية الإمام علي (عليه السلام) جسدت مبادئ واضحة في مكافحة الفقر، من أبرزها التشديد على توزيع عادل للثروة دون تمييز، وربط أي خلل في هذا التوزيع بغياب الإنصاف، مستشهداً بقوله (عليه السلام): «ما جاع فقير إلا بما متّع به غني». كما لفت إلى توجيهاته لعُمّاله بمنح الأولوية للفقراء والمحتاجين وصون كرامتهم، باعتبارهم الأكثر تعرضاً للظلم والإقصاء في أوقات الأزمات.
وفي سياق النداء الإنساني الذي حمله البيان، دعت المؤسسة الدول الغنية وأصحاب رؤوس الأموال إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية تجاه الشعوب الفقيرة، عبر الانتقال من المساعدات الطارئة المحدودة إلى مشاريع تنموية مستدامة تعالج جذور الأزمات، خصوصاً في مجالات التعليم والصحة والبنى التحتية. كما حثت على زيادة المساعدات الإغاثية للدول المنكوبة بالصراعات والكوارث، والنظر بجدية في إلغاء أو تخفيف ديون الدول الأشد فقراً التي تستنزف مواردها وتعيق خططها التنموية.
وأكدت المؤسسة أن بناء نظام تجاري عالمي أكثر عدلاً، وتمكين الدول النامية من الوصول المتكافئ إلى الأسواق، يمثلان خطوة أساسية للقضاء على الفقر المدقع. وشددت في ختام بيانها على أن التضامن الإنساني والعمل المشترك هما الطريق الوحيد لإحداث تغيير حقيقي ينصف الفقراء ويعيد الاعتبار لمبادئ العدالة التي نادى بها الإمام علي (عليه السلام).




