الفن التشكيلي وترجمة مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رموز بصرية تحاكي القيم والبطولة

الفن التشكيلي وترجمة مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رموز بصرية تحاكي القيم والبطولة
الفن التشكيلي أدى دوراً محورياً في تجسيد مأساة الإمام الحسين (عليه السلام) وأبعادها الإنسانية والروحية، بواسطة لوحات تظهر قيم الثورة الحسينية مثل التضحية والصبر والعدالة.
على مدى تاريخ الفن التشكيلي، تحولت اللوحات والمنحوتات الى وسيلة فعالة، للتعبير عن قضية الإمام الحسين “عليه السلام” ونشر قيم الثورة الحسينية، حيث يعكس الفنانون، مأساة كربلاء وأبعادها الإنسانية والروحية بواسطة أعمالهم الفنية المتنوعة التي تعرض في المعارض الجماعية والفردية التي تقام في العاصمة بغداد وباقي المدن العراقية.
وشكّلت قضية الإمام الحسين “عليه السلام”، موقفاً مؤثراً في الفكر والثقافة والفن، إذ صارت هذه القضية مصدر إلهام إبداعي، توافرت فيه المعاني العالية للموقف الإنساني الذي جسّده الإمام في رفضه للظلم والفساد، فكان (عليه السلام) فكرة مشرقة تعبّر عن سطوة الفعل الأخلاقي الحقيقي، وهي ذات معنى أخّاذ لسمو الذات المضحية وبذلك كان حضور الإمام الشهيد في عموم البوح الإبداعي العالمي والعربي قضية مثلى تترجم حقيقة الموقف البطولي الذي أسّسه الإمام، كي يكون منبعاً ثرّاً للتحرُّرِ والمواجهة النبيلة.
وفي السياق، نظمت نقابة الفنانين العراقيين في ديالى، بالتعاون مع فريق “بو آبي” الفني التطوعي، معرضاً تشكيلياً حسينياً بمناسبة شهر محرم الحرام، برعاية نقابة المهندسين الزراعيين فرع ديالى، ويحمل عنوان “الحسين عليه السلام.. دلالة وعبر”.
وقال رئيس فرع نقابة الفنانين في ديالى، عدنان بن أحمد، إن “إقامة المعرض تأتي ضمن توجه النقابة الفني والجمالي والتشكيلي لهذا الموسم، ولتجسيد معاني وقيم ثورة الإمام الحسين “عليه السلام” وأهل بيته الأطهار في واقعة الطف الخالدة”.
كما أضاف، أن “المعرض يعكس الدور الكبير للفن في تجسيد الملاحم والبطولات، والعادات والتقاليد العقائدية والروحية المستوحاة من هذه الواقعة الخالدة، التي جسدت أسمى معاني التضحية والشجاعة في مواجهة الظلم، حيث انتصر الدم على السيف بكل عنفوان”.
من جهته، قال الناقد رحيم السيد، إن “الفنانين التشكيليين يسعون إلى توثيق أحداث عاشوراء وواقعة الطف بواسطة لوحاتهم، مما يساهم في حفظ التأريخ وتخليد ذكرى الإمام الحسين وأصحابه الذين استشهدوا في معركة الطف الخالدة”.
كذلك أضاف، إن “هناك العديد من اللوحات التي تجسد قضية الإمام الحسين في الفن التشكيلي، وبرز العديد من التشكيليين الذين أبدعوا في تصوير مأساة كربلاء وأبعادها الإنسانية والروحية، فعبّر الفنانون من طريقها عن قيم الثورة الحسينية بواسطة أعمالهم الفنية”.
ثم تابع، إن “الفنانين في العراق وإيران وبعض الدول التي يتواجد فيها الشيعة، نرى إن الفن التشكيلي يعكس تأثير واقعة الطف على الوجدان الإنساني، ويحمل رسائل الثبات على المبدأ والتضحية من أجل الحرية والكرامة، لكون الإمام الحسين “عليه السلام” هو أول ثائر ضد الظلم في الاسلام عندما رفض الظلم الأموي ووقف بوجه زمرة الطغيان الأموي في سنة 61 هجرية”.
كما أشار الى ضرورة ان “يعبّر الفنانون عن القيم التي تحملها الثورة الحسينية، مثل التضحية، والإباء، والعدالة، والصبر، من طريق رموز بصرية وأساليب فنية متنوعة وأن تنقل لوحاتهم مشاعر الحزن والألم والتأثر التي تثيرها واقعة كربلاء، بالإضافة إلى مشاعر الفخر والاعتزاز بثورة الإمام الحسين “عليه السلام” ويجب ان تهدف الأعمال الفنية إلى إلهام المشاهدين وتذكيرهم بتضحيات الإمام الحسين، مما يساهم في ترسيخ هذه القيم في نفوسهم”.