الهيئات و الشعائر الحسينية

عاشوراء في عين الإعلام العالمي: كربلاء توحّد المشهد الإنساني من الشرق إلى الغرب

عاشوراء في عين الإعلام العالمي: كربلاء توحّد المشهد الإنساني من الشرق إلى الغرب

وثّقت وسائل الإعلام العالمية، وفي مقدّمتها وكالة “أسوشييتد برس”، مظاهر إحياء ذكرى عاشوراء لهذا العام في مختلف أنحاء العالم، في تقارير وأفلام وثائقية سلطت الضوء على الأبعاد الإنسانية والروحية لهذا الحدث الخالد، الذي تجاوز الجغرافيا واللغات ليُعبّر عن صوت الضمير العالمي ضد الظلم.
ففي كربلاء المقدسة، توافد ملايين الزائرين من العراق وإيران ولبنان وباكستان ودول الخليج، إلى مرقد الإمام الحسين عليه السلام، في مشهد مهيب اتشح بالسواد وامتزجت فيه الدموع بالشعارات الثورية، وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة الحشود. عدسات الصحفيين التقطت لحظات نادرة من التآلف والشجن الجماعي، تُظهر عمق العلاقة بين محبي الحسين عليه السلام وقضيته.
وفي العاصمة السورية دمشق، ورغم الأوضاع المعقدة بعد عقد من الحرب والانقسامات، رصدت التقارير استمرار إحياء العاشوراء في أجواء يغلب عليها الحذر، وسط تزايد التحديات الأمنية. لكن ذلك لم يمنع المؤمنين من التعبير عن ولائهم لأهل البيت عليهم السلام داخل المزارات والمقامات المقدسة.
أما في العواصم الغربية، فقد انعكست ذكرى عاشوراء في مسيرات ومجالس عزاء انطلقت في شوارع نيويورك وأثينا وكراتشي، حيث اجتمع المسلمون الشيعة من مختلف الجنسيات، حاملين رايات الإمام الحسين ومرددين شعارات تنادي بالعدالة ورفض الظلم. وسلطت عدسات وسائل الإعلام الضوء على البعد الأممي للمناسبة، التي لم تعد تقتصر على طقوس دينية، بل باتت رمزا عالميا لمقاومة الاستبداد والانتصار لقيم الكرامة.
عاشوراء هذا العام، كما رآها الإعلام الدولي، كانت مناسبة استثنائية جمعت بين الحزن الهادئ والموقف الصلب، وأعادت التأكيد أن كربلاء ليست مجرد واقعة تاريخية، بل نداء إنساني دائم يتردد في ضمير العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى