الهيئات و الشعائر الحسينية

المرجع الشيرازي: على المؤمنين أن يملأوا الدنيا بالحسينيات والمواكب وأن يدافعوا عن الإمام الحسين عليه السلام بإحياء شعائره

المرجع الشيرازي: على المؤمنين أن يملأوا الدنيا بالحسينيات والمواكب وأن يدافعوا عن الإمام الحسين عليه السلام بإحياء شعائره

ألقى المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي، كلمة مؤثرة في بيته المكرم بمدينة قم المقدسة، وذلك ليلة الوحشة، بحضور جمع غفير من العلماء والخطباء وطلبة الحوزة العلمية والمؤمنين المعزين بمصاب الإمام الحسين عليه السلام، أكد فيها على أهمية تعظيم الشعائر الحسينية والدعاء المستمر بتعجيل فرج الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
واستهل سماحته كلمته بتقديم التعازي للإمام المهدي عليه السلام، داعياً الله تعالى بمنزلة الإمام الحسين والإمام المهدي عليهما السلام أن يعجل الفرج لنجاة العالم من مشاكله المتفاقمة، مشدداً على ضرورة الإكثار من الدعاء لتعجيل الفرج، قائلاً: “ينبغي أن ندعو كثيراً بتعجيل فرج إمامنا صاحب العصر والزمان حتى يحصل الفرج”.
وفي حديثه عن أهمية أيام عاشوراء، أشار سماحته إلى أن العشرة الأولى من محرم انتهت وقد كُتب ما فعله الناس فيها، مؤكداً أن “من عانى أكثر، سُجل له ذلك بكل النواحي”، متمنياً أن يُوفق الجميع لحضور عاشوراء في السنة القادمة.
وسلط المرجع الشيرازي الضوء على نداءي الإمام الحسين عليه السلام يوم العاشر، «أما من مغيث يغيثنا؟» و«هل من ناصر ينصرنا؟»، مؤكداً أن الإمام عليه السلام نادى مرتين لإلقاء الحجة على الجميع، وأن من لبّى النداء فاز، أما من شارك في القتل فقد أُتمت عليه الحجة، مشيراً إلى أن المؤمنين اليوم يلبّون نداء الإمام قائلين: “لبيك يا أبا عبد الله”.
وفي هذا السياق، تساءل سماحته: كيف ندافع عن الإمام الحسين عليه السلام اليوم؟ وأجاب بأن جميع الشعائر باتت حاضرة وميسورة، داعياً إلى ملء الدنيا بالحسينيات والمواكب والعزاءات من أول محرم إلى نهاية صفر، دون الاقتصار على شعيرة أو اثنتين.
وتوقف سماحته عند تطور بعض الشعائر، مشيراً إلى أن “ركضة طويريج” التي كانت في السابق تستغرق 20 دقيقة ويشارك فيها 10 آلاف شخص فقط، باتت اليوم من أكبر الشعائر، كما أن شعيرة التطبير التي لم يكن يشارك فيها سوى بضعة مواكب قبل عقود، أصبحت تشهد مشاركة واسعة في كربلاء وسائر دول العالم، مؤكداً أن هذه الشعائر تجسّد تعظيم الإمام الحسين عليه السلام، وأنها كانت حاضرة في إيران قبل مئة عام كما توثقها الصحف القديمة.
وأضاف أن في إحدى الدول غير الإسلامية يُقام ما يقرب من 27 مجلساً حسينياً، مشيداً بالتحول الذي شهدته الشعائر في العراق رغم منعها لثلاثين سنة، قائلاً: “انظروا اليوم كيف هي صورة العزاء الحسيني”.
ودعا سماحته الجميع، لا سيما في القرى والبلدات، إلى تأسيس الحسينيات وإحياء الشعائر، مؤكداً أن “أفضل ما يؤتى به يوم عاشوراء هو المشي حافياً ومن دون رداء”، وفق الروايات.
كما عبّر المرجع الشيرازي عن شكره العميق لكل من قدّم الخدمة في عاشوراء من رجال ونساء، سواء ممن يعرفهم أو لا يعرفهم، مشدداً على أهمية مشاركة النساء في الشعائر مع الالتزام بالحشمة والحجاب.
وفيما يخص زيارة الأربعين، اعتبر سماحته أن كل ما يُقام فيها اليوم من جهود وإنجازات هو أمر “قليل”، مؤكداً أنها من علامات الإيمان، وأن على الجميع في كل العالم إحياء هذه الزيارة المباركة، ومساعدة الزائرين، لاسيما من يستخدمون المركبات، داعياً إلى إنشاء مراكز في أطراف كربلاء لخدمة الزائرين ممن لا يملكون مكاناً أو إمكانات.
وختم سماحته بالدعاء قائلاً: “أتمنى على الله الذي جعل الإمام الحسين عليه السلام طريقاً للجنة والسعادة أن يكون التوفيق أكثر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى