صحيفة هندية تسلط الضوء على شهادات عالمية في حق الإمام الحسين (عليه السلام)

صحيفة هندية تسلط الضوء على شهادات عالمية في حق الإمام الحسين (عليه السلام)
مع اقتراب يوم عاشوراء، وفي لحظة تأمل عالمي تتجاوز الانتماءات الدينية، نشرت صحيفة “أواز فويس” الهندية مقالًا مطولاً سلّط الضوء على شهادات مدوية لشخصيات غير مسلمة حول واقعة كربلاء، مؤكدة أن الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) لم يكن قائدًا دينيًا فحسب، بل رمزًا إنسانيًا للحق والكرامة، وصرخة أبدية في وجه الظلم والطغيان.
وكتب المقال الصحفي والأكاديمي الهندي أمير سهيل واني، الذي رأى في كربلاء نقطة تحوّل تاريخية ألهمت الضمير العالمي، مشيرًا إلى أن من الهند إلى أوروبا، ومن الشعراء إلى الفلاسفة، أجمعت شخصيات بارزة من غير المسلمين على أن ملحمة كربلاء ليست حكرًا على المسلمين، بل درسًا أخلاقيًا خالدًا للبشرية جمعاء.
واستشهد الكاتب باعتراف المهاتما غاندي، الأب الروحي للهند، الذي صرّح أن فلسفته في المقاومة السلمية استلهمت من موقف الإمام الحسين، قائلاً: “تعلمت من الحسين كيف أكون مظلومًا فأنتصر”، فيما رأى رابندراناث طاغور، الحائز على نوبل في الأدب، أن شهادة الحسين كانت انتصارًا للروح والحقيقة رغم السلاح.
كما نقل المقال عن جواهر لال نهرو، أحد مؤسسي الهند الحديثة، تأكيده أن كربلاء رسالة كونية لكل المظلومين، وأنها لا تخص المسلمين وحدهم، بل كل من ينشد العدالة والحرية.
أما المؤرخ البريطاني إدوارد غيبون، فقد وصف مأساة كربلاء بأنها “توقظ حتى أكثر القرّاء برودة”، فيما تساءل الروائي تشارلز ديكنز: “لو كان الحسين طالب دنيا، لما اصطحب أهله وأطفاله إلى الموت”، ليخلص إلى أن الحسين ضحى بدافع الإيمان فقط.
وفي شهادته المؤثرة، كتب الفيلسوف توماس كارليل أن “الحسين وأصحابه أثبتوا أن قلة العدد لا تُقارن إذا كان الحق هو الغاية”، في حين صرخ المفكر المسيحي اللبناني أنطوان بارا: “كربلاء لا مثيل لها في التاريخ، وهي المعركة الوحيدة التي استدرّت عاطفة العالم برمته”.
كما تحدّث الأكاديمي البريطاني كي. شيلدريك عن عطش أصحاب الحسين وثباتهم رغم القهر، بينما وصف بروفيسور بيتر تشيلكوفسكي موقعة كربلاء بأنها “وصمة ضمير على جبين التاريخ”، تستحق أن تُروى في مناهج العالم كأسمى صور الفداء الإنساني.
ويؤكد المقال أن كربلاء، رغم مرور أكثر من أربعة عشر قرنًا، لا تزال شعلةً أخلاقية تلهم الأحرار، وتضع الإمام الحسين عليه السلام في مصاف الخالدين الذين أعادوا صياغة معنى الانتصار، لا بالسيف، بل بالموقف، لا بالقوة، بل بالقيم.