المرجع الشيرازي يلقى خطابه السنوي بالمبلغين والمبلغات استقبالًا لشهر الأحزان المحمدية شهر محرم الحرام

المرجع الشيرازي يلقى خطابه السنوي بالمبلغين والمبلغات استقبالا لشهر الأحزان المحمدية شهر محرم الحرام
ألقى المرجع الديني الأعلى، سماحة آية الله العظمى السيّد صادق الحسيني الشيرازي خطابه السنوي للمبلغين والمبلغات استقبالا لشهر الأحزان، شهر محرم الحرام، وذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وذلك من بيته المكرّم في مدينة قم المقدسة، مؤكداً فيه أن على الأمة أن تتحمّل مسؤوليتها في إيصال الخطاب الحسيني إلى البشرية جمعاء، باعتباره واجبًا شرعيًا كفائيًا، بل يتحول إلى واجب عيني إذا لم يقم به من يكفي.

واستهلّ سماحته خطابه بتقديم التعازي إلى الإمام صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات والمظلومين في العالم، مبتهلًا إلى الله أن يعجّل فرج الإمام المهدي عليه السلام ببركة سيد الشهداء عليه السلام.

وأشار سماحته إلى أن الإمام الحسين عليه السلام، خلال مسيره من المدينة إلى مكة ثم إلى كربلاء، وجّه خطابات عديدة ابتدأها بنداء «أيها الناس»، ما يدل على عمومية الخطاب وعدم اقتصاره على من حضر، لافتًا إلى أن هذا الخطاب، رغم مرور أكثر من 1400 عام، لم يصل بعد إلى جميع البشر، وأن مسؤولية تبليغه تقع على عاتق المؤمنين كافة.

وشدد المرجع الشيرازي على ضرورة توفير “المقدمات الوجودية” التي تتيح نشر معارف الإمام الحسين عليه السلام، لا سيما العقائد والأحكام والأخلاق، معتبرًا أن الجهل بهذه المعارف بين الناس في العالم يوجب على المؤمنين إبلاغها، وأن حق البشرية في الاطلاع عليها لا يسقط بتقاعس البعض.

وبيّن سماحته أن الأرض التي تضم قبر الإمام الحسين عليه السلام، كربلاء، تتمتع بخصوصيات لم تُعطَ لغيره من المعصومين، حتى أنها، بحسب الروايات، ستكون جزءاً من الجنة يوم القيامة، وهي موضع استجابة الدعاء، ومحل زيارة إلهية كل ليلة جمعة، وقد ارتبطت بها آيات في السماء والأرض لم تشهدها بقعة أخرى حتى في لحظات شهادة النبي الأكرم أو أمير المؤمنين عليهما السلام.

وتوقّف المرجع الشيرازي عند زيارة الأربعين، مؤكدًا أنها ليست مجرد زيارة مستحبة، بل علامة من علامات الإيمان لم تُثبت في غير الإمام الحسين عليه السلام، داعيًا المؤمنين إلى إحيائها والترويج لمعانيها بكل الوسائل المتاحة.

وختم سماحته بالدعوة إلى بذل المزيد في خدمة الإمام الحسين عليه السلام، قائلاً إن أقلّ ما يجب على الإنسان هو أن يضيف إلى جهوده في كل عام شيئًا جديدًا، ليقلّل من حسرة يوم القيامة، مشددًا على استثمار شهر محرم وزيارة الأربعين في توسيع دائرة التبليغ الحسيني عبر الوسائل المعاصرة.
