أمانة مسجد الكوفة المعظم تروي حادثة الثالث عشر من محرم الحرام
أحيت امانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام بمجلس عزاء حضره جمع غفير من المؤمنين والمنتسبين في باحة المسجد المعظم.
أحيت امانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام بمجلس عزاء حضره جمع غفير من المؤمنين والمنتسبين في باحة المسجد المعظم.
حيث ارتقى المنبر الخطيب الحسيني فضيلة الشيخ علي الخفاجي ليلقي محاضرة دينية عن ما جرى في صحراء كربلاء، قائلاً “جاء في كتاب (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي في هذا اليوم خرجن نساء بني أسد يستقين من نهر الفرات، وإذا بجثث مُطرحة على وجه الصعيد، تشخب دماؤهم كأنهم قُتلِوا ليومهم، فرجعن إلى عشيرتهن صارخاتٍ باكياتٍ، وقلن: أنتم جالسون في بيوتكم، وهذا الامام الحسين (عليه السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته وصحبته مجزرون كالأضاحي على الرمال، فبماذا تعتذرون من رسول الله، وأمير المؤمنين، وفاطمة الزهراء، إذا وردتم عليهم؟ فإن فاتتكم نصرة الامام الحسين (عليه السلام)، فقوموا الآن إلى الأجساد الزكية فواروها، فإن لم تدفنوها؟ نحن نتولى دفنها بأنفسنا، فجاء الرجال لدفن الأجساد الطاهرة، لكنهم لا يعرفون من هذا؟ ومن ذلك؟”.
واضاف، “فبينما هم كذلك، وإذا بفارس قد طلع عليهم باكياً قائلاً : يا بني أسد، أنا أرشدكم إليهم، فنزل عن جواده وجعل يتخطى القتلى، فوقف على جسد أبيه الحسين (عليه السلام) فاعتنقه، وجعل يشمه ويقبله ويبكى بكاء عالياً، ويقول: يا أبتاه بعدك طال كربنا، يا أبتاه بعدك طال حزننا، ثم أتى إلى موضع القبر ورفع قليلاً من التراب فبان قبر محفور وضريح مشقوق، فأنزل جثته الشريفة وحده، ولم يشرك معه أحداً وواراها بنفسه، وقال لهم: إن معي من يعينني، ولما أقره في لحده، وضع خده على منحره الشريف قائلاً : طوبى لأرض تضمنت جسدك الطاهر، فإن الدنيا بعدك مظلمة، والآخرة بنورك مشرقة، أما الليل فمسهد، والحزن سرمد، وكتب على قبره الشريف: هذا قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي قتلوه عطشاناً غريباً”.
وتابع، “ثم مشى إلى عمه العباس (عليه السلام) فرآه بتلك الحالة التي أدهشت الملائكة بين أطباق السماء، وأبكت الحور في غرف الجنان، ووقع عليه يلثم نحره المقدس قائلاً: على الدنيا بعدك العفا يا قمر بني هاشم، وعليك مني السلام من شهيد محتسب، ورحمة الله وبركاته، وشق له ضريحاً وأنزله وحده كما فعل بأبيه الشهيد. نعم، فسح مجالاً لبني أسد بمشاركته في مواراة الشهداء، وعين لهم موضعين وأمرهم أن يحفروا حفرتين، ووضع في الأولى بني هاشم، وفي الثانية الأصحاب، وأما الحر الرياحي فأبعدته عشيرته إلى حيث مرقده الآن”.
وختم الخطيب الحسيني محاضرته بقوله، “بعدما فرغ الإمام (عليه السلام) من دفن الأجساد الطاهرة، ركب جواده ليرحل، تعلق به بنو أسد وقالوا له: بحق من واريتهم بيدك، من أنت؟ فقال لهم: أنا حجة الله عليكم، أنا علي بن الحسين (عليه السلام)، ثم عاد إلى الكوفة والتحق بركب السبايا”.
جدير بالذكر ان أمانة مسجد الكوفة تستقبل المواكب الحسينية المعزية بمصاب الحسين “عليه السلام” وتقيم مجالس العزاء خلال شهري محرم الحرام وصفر الخير، إضافة الى استقبالها الزائرين والمعزين من داخل وخارج البلاد وتقديم الخدمات لهم.