المساجد في الإسلام

فنان جزائري يجسّد عظمة العمارة الإسلامية في معرض “المساجد في الإسلام” بباريس
أطلق الجامع الكبير في باريس معرضاً فنياً مميزاً بعنوان “المساجد في الإسلام” للفنان الجزائري دليل ساسي، الذي يقدّم من خلاله رؤية فنية تحتفي بعظمة العمارة الإسلامية وتنوّع المساجد في مختلف أنحاء العالم.
ويُقام المعرض بساحة بئر الناس في الدائرة الخامسة بالعاصمة الفرنسية من 15 إلى 30 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، ويفتح أبوابه يومياً ما عدا الجمعة، فيما شهد يوم الافتتاح حضور عدد من الفنانين والمهتمين بالشأن الثقافي.
وقال الفنان دليل ساسي في تصريح له إنّ هذا المشروع يمثّل بالنسبة إليه رسالة فنية وإيمانية تهدف إلى إظهار القيمة الروحية للمسجد في الإسلام، مشيراً إلى أنّ ميلاد المساجد ارتبط بحادثة الإسراء والمعراج التي فُرضت فيها الصلاة، فكان المسجد منذ ذلك الحين مركزاً للتعبّد ونشر رسالة الإسلام.
وأضاف ساسي أنّ أولى المساجد في مكة المكرمة والمدينة المنوّرة شكّلت منطلقاً لحضارة عمرانية وروحية امتدت لأكثر من خمسة عشر قرناً، مؤكداً أنّ المساجد اليوم منارات تجمع المسلمين في القارات الخمس وتوحّدهم حول القيم الإيمانية والإنسانية.
ويضم المعرض لوحات فنية توثّق كبريات المساجد في العالم الإسلامي، مثل المسجد الأقصى في فلسطين، والجامع الكبير في الجزائر العاصمة، وجامع كتشاوة التاريخي، والمسجد الأزرق في إسطنبول، التي تُعدّ جميعها تحفاً معمارية صنّفت ضمن التراث الإنساني العالمي.
وأوضح الفنان الجزائري أنّه طوّر تقنية فريدة لمعالجة الضوء رقمياً بعد خمس سنوات من التجارب، تسمح بإبراز ألوان خفيّة لا تراها العين المجرّدة، مستلهماً في ذلك نظريات الضوء الكمي لآينشتاين وماكس بلانك، وهو ما أكسب أعماله طابعاً علمياً وفنياً متميّزاً.
ويرى ساسي أنّ واجبه الثقافي والفني يحتم عليه تقديم هذا التراث الإسلامي العظيم بأسلوب حديث يجمع بين الإيمان والعلم والجمال، داعياً الجمهور الفرنسي والدولي إلى اكتشاف الجوامع كرمز للحضارة الإنسانية الجامعة.