الفن والثقافة

متحف الآغا خان في تورونتو.. منصة عالمية لإبراز الفنون الإسلامية وتعزيز الحوار الثقافي

متحف الآغا خان في تورونتو.. منصة عالمية لإبراز الفنون الإسلامية وتعزيز الحوار الثقافي

منذ افتتاحه في مدينة تورونتو الكندية عام 2014، رسّخ متحف الآغا خان مكانته كأحد أبرز الصروح الثقافية المكرسة لعرض الفنون الإسلامية وتعزيز التفاهم بين الحضارات. ويحتضن المتحف أكثر من 1200 قطعة فنية نادرة، تمتد من القرن التاسع حتى القرن الحادي والعشرين، وتشمل المخطوطات واللوحات والسيراميك والمنسوجات، في سرد بصري يبرز تنوع الحضارة الإسلامية وثراءها.
ولا يقتصر دور المتحف على عرض مقتنياته الدائمة، بل يحرص على تنظيم معارض خاصة وفعاليات سنوية بالتعاون مع مؤسسات ثقافية دولية، ليكون مساحة للقاء بين الماضي والحاضر عبر الفنون الإسلامية بمختلف أشكالها، من العمارة والخط العربي والعروض الأدائية. ومن أبرز فعالياته معرض “القمر: رحلة عبر الزمن” الذي استكشف عام 2019 الرمزية الروحية والعلمية للقمر في العالم الإسلامي.
ويمثل المتحف اليوم منصة تعليمية تفاعلية، إذ يضم قسماً خاصاً للتعلم يقدم برامج موجهة لمختلف الفئات، من المدارس والجامعات إلى العائلات وكبار السن، تشمل ورش عمل، محاضرات، عروض أفلام، ومبادرات لمكافحة الوحدة وتعزيز الصحة النفسية. كما يتيح عبر برامجه الرقمية جولات افتراضية وموارد تعليمية تثري تجربة الزوار حول العالم.
وقد صُمم مبنى المتحف على يد المهندس الياباني الحائز على جائزة بريتزكر، فوميهيكو ماكي، الذي استلهم من مفاهيم النور والتنوير روحاً معمارية فريدة تمزج بين الجماليات الإسلامية واليابانية والكندية. وتلعب الإضاءة الطبيعية فيه دوراً محورياً، حيث يتغير حضورها داخل أروقة المتحف تبعاً لحركة الشمس والقمر، في تجربة روحية وبصرية تعكس فلسفة الانفتاح والتأمل.
وبفضل هذا التوجه الشمولي، أصبح متحف الآغا خان علامة بارزة في المشهد الثقافي العالمي، يربط بين الإبداع الإسلامي وقيم التعددية والتعايش، ويوفر فضاءً يُلهم الزوار على تقدير الفنون بوصفها لغة إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود والاختلافات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى