غضب في مصر بعد إزالة ضريح لأحد أحفاد أهل البيت (عليهم السلام)
أثار قرار وزارة السياحة والآثار بالبدء فى مشروع فك ونقل مشهد “آل طباطبا” الأثري، غضب العديد من المهتمين بالشأن الآثاري، والذين تساءلوا حول مصير هذا الضريح المبارك.
ويضم الضريح قبر أبي إسحاق إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) وأمه هي السيدة محسنة بنت عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب (عليهم السلام).
وقال أحمد فتحي، مؤرخ وباحث فى شئون الآثار المصرية، في تصريح صحفي تابعته (شيعة ويفز): “منذ أن أعلنت وزارة السياحة والآثار عن تفكيك ونقل مشهد آل طباطبا من موقعه الحالي الغارق فى المياه الجوفية المتسربة من بحيرة عين الصيرة إلى موقع آخر لترميمه وإعادة تركيبه وبنائه فى محيط المتحف القومي للحضارة المصرية، ورغم معارضة كبيرة من المتخصصين فى الآثار الإسلامية للفكرة، لأن المبنى مشيد من الطوب والدبش وهى مواد لا يصح ولا تصلح أن يتم تفكيكها كما يحدث فى الحجر، بالإضافة لغرق المبنى فى المياه منذ سنوات طويلة وهو ما كان له تأثير كبير على سمك الجدران التى أصبحت هشة كما أدى إلى سقوط معظم المبنى والقباب، فلم نسمع شيئا عن مشهد آل طباطبا”.
وتابع أن “نقل المشهد جريمة لموقعه ومكانته التاريخية وكان الحل الأفضل هو خفض منسوب المياه ورفع الأثر وعزله عن المياه، لكن هذا ما لم تقتنع به وزارة الآثار فلم تقم به، وسلمنا نحن الآثاريين للأمر الواقع الذى نفذته الجهات المسئولة باعتبار أن أى حل مطروح يُنقذ الأثر سيكون أفضل من إندثاره، وبالفعل تم تفكيك الأثر لكن حتى الآن ومنذ 13 فبراير الماضى لم يصدر أى خبر أو بيان رسمى أو أى متابعة من أى جهة مختصة تابعة للوزارة تذكر فيه مستجدات الأمر وما الذى يتم تنفيذه حاليًا على عكس ما يحدث فى باقى مشاريع الترميم التى تقوم بها الوزارة وتحظى بأهمية ومتابعة مستمرة للأعمال وإفادة ببيانات رسمية”.
وتساءل الباحث فى شئون الآثار المصرية: “نأمل أن يكون هناك رد عاجل لأسئلتنا التى غرضها ليس إلا الاطمئنان والاستفسار عن حالة الأثر والنصح للوزارة ولا نهدف الى مهاجمة الوزارة أو ما تقوم به من قريب أو من بعيد، ولأنه بكل بساطة هل من المعقول أنه خلال 9 أشهر مضت لا تقوم الوزارة بأية متابعة للأعمال التي تتم فى المشهد وهل هذا متعمد أم علينا أن ننتظر مفاجأة؟”.
وأشار أحمد فتحي، إلى أن مشهد آل طباطبا هو موضع يُجله المصريون منذ أكثر من ألف عام، حتى صار مقصدًا للزيارة فيخرجون إليه فرادى وجماعات، يعددون عنده ذكر كرامات وفضائل المدفونين فيه، ولكن بعد عمليات الترميم التى حدثت وفكرة نقل المشهد نتساءل نحن كمؤرخين أين مشهد آل طبا طبا؟ هل ستتم إعادة تركيبه وبنائه مرة أخرى أم أن أمر الأثر قد انتهى بهدمه؟