أكد تقرير لموقع (غلوبال بوليسي) الأميركي، أنه وبعد الانسحاب الفوضوي الأميركي من أفغانستان، واحتمال تراجع الولايات المتحدة عن المشاركة عسكريًا في منطقة الشرق الأوسط؛ يجب على حلف الـ (ناتو) أن يعمل على تعلم الدروس من أفغانستان وإعادة ضبط مهمته في العراق.
وذكر التقرير، أن حلف الـ (ناتو) يواجه حقبة جديدة وأكثر غموضًا، فالقلق داخل حلف شمال الأطلسي لم ينبع فقط من الضرر الذي يُلحق بالسمعة بسبب الخروج الفوضوي من البلاد، ولكن أيضًا من المخاوف من أن يكون لفك الإرتباط الأميركي تأثير سلبي على مصداقية الـ (ناتو) كجهة فاعلة دولية.
وزعم التقرير أن الإنهيار السريع للحكومة الأفغانية، بعد الانسحاب الأميركي؛ دفع الحلف إلى إعادة التفكير في العراق، ومع استمرار الشكوك حول إلتزام الولايات المتحدة بالمشاركة الخارجية، لا سيما في الشرق الأوسط يمكن أن تكون بعثة الـ (ناتو) في العراق مثالاً على المشاركة المستدامة التي تتضمن الدروس المستفادة من أفغانستان؛ وتعكس قدرة الحلف على التكيف لمواجهة تحديات الغد.
وتابع، أن تنظيم (د1عش) الارهــ،ـابي يواصل هجماته في العراق؛ وهناك إجماع رسمي داخل الحلف على أنه بدون استمرار وجوده، فإن الجماعة لديها القدرة على استعادة موطيء قدم أكثر ثباتًا يسمح لها بتنفيذ هجمات على نطاق واسع في المستقبل، وقد أشار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في آب/أغسطس الماضي؛ إلى أن الحرب ضد الإرهـ،ـاب في البلاد لم تنته، وأن استقرار العراق: (ضروري) لاستقرار منطقة الشرق الأوسط ككل.
وبيّن أنه: بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، سيتعين على من يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة، في بغداد؛ مواجهة هذه التحديات الخطيرة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي الكئيب، ولذا قد يؤدي عدم اتخاذ أي إجراء إلى مزيد من عدم الاستقرار في البلاد، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مثل تأجيج الإرهـ،ـاب، والصراع، والهجرة الجماعية، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أنه “يجب على الحلف أن يُقر بفشله الاستخباري عما حدث في أفغانستان؛ وبينما يختلف هذا السياق عن الوضع العراقي، لا يمكن تكرار سيناريو مماثل، وبالتالي يمكن استخدام الأزمة الأفغانية كلحظة لتغيير النظرة الإستراتيجية لحلف الـ (ناتو) وإنشاء إطار عمل جديد للمستقبل.