مركز المستقبل في كربلاء المقدسة يناقش نتائج الانتخابات العراقية وتأثيرها على تشكيل الحكومة
ناقش مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية، ورقة بحثية حملت عنوان (قراءة تحليلية في خارطة نتائج الانتخابات العراقية وتأثيرها على تشكيل الحكومة)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والإعلامية في ملتقى النبأ الأسبوعي الذي يعقد بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة.
وقال مدير الجلسة الدكتور قحطان حسين، انه “بعد تجاذبات استمرت لمدة طويلة بين الأطراف السياسية وشرائح اجتماعية وشعبية أدت الى تأجيل الانتخابات أكثر من مرة، تم اجراء الانتخابات في أجواء من الترقب والحذر من قبل الأحزاب الحاكمة ووسط طموح وآمال شعبية بنتائج تؤدي الى التغيير الملموس في خارطة التمثيل السياسي يتمخض عنه إدارة الدولة بطريقة تعيد ثقة الشعب العراقي بالعملية السياسية من خلال تشكيل حكومة تضع برامج موضوعية قابلة للتنفيذ وتضمن تلبية احتياجات ومتطلبات الشعب التي فشلت الحكومات السابقة في تحقيقها”.
واضاف، ان “نتائج الانتخابات جاءت بمثابة نصر كبير لبعض القوى السياسية التقليدية وكذلك لقوى سياسية جديدة برزت بعد تظاهرات تشرين، في حين كانت النتائج مخيبة للآمال وصدمة كبيرة لقوى سياسية فاعلة في المشهد السياسي، هذه النتائج من المتوقع ان يكون لها أثر واضح على طبيعة التحالفات السياسية التي ستفضي الى تشكيل الحكومة المقبلة، كما ان هذه النتائج قد جعلت العراقيين بمختلف توجهاتهم امام تساؤلات عديدة عما ستؤدي اليه عملية تشكيل الحكومة”.
وتابع، ان ردود الفعل اشرت على نتائج الانتخابات ان العملية الديمقراطية في العراق مازالت تعاني من سلبيات كثيرة ومنها صعوبة قبول الجميع بنتائج الانتخابات والطعن بها اذا لم تأتي متوافقة مع مصالح الأحزاب والكيانات المشاركة بالانتخابات، وهذا ما حصل عندما طعن الاطار التنسيقي بنتائج الانتخابات بالقول انها مشوبة بالتزوير، بالوقت نفسه وكما بالانتخابات السابقة برزت مشكلة الكتلة الأكبر ومن هي الكتلة التي تكلف بتشكيل الحكومة، ومن المعلوم ان المادة 76/ من الدستور لم تبين من هي الكتلة الأكبر، لذلك فسرت المحكمة الاتحادية الكتلة الأكبر بأنها الكتلة التي تشكل بعد الانتخابات وبعد الجلسة الأولى، اما القانون الجديد فقد نصت المادة (45) منه على منع الكتل والأحزاب والكيانات من الانتقال الى كتلة او حزب اخر الا بعد تشكيل الحكومة مع جواز الائتلافات بين الكتل وهو ما يتيح إمكانية تشكيل كتلة اكبر تكون من القوائم الفائزة الكبيرة، بمعنى ان جميع الكتل الفائزة تسعى الى توظيف مسألة الكتلة الأكبر لتحقيق مكاسب سياسية، ورغم ان التوقعات تشير الى إمكانية تحالف الكتلة الصدرية مع تقدم والديمقراطي الكردستاني لتشكيل الكتلة الأكبر بمعية بعض القوائم الصغيرة، لكن تبقى الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات وسط انباء سعي دولة القانون لتشكيل كتلة اكبر من قوائم متعددة تشترك معاً في وجهات النظر”.