مخاوف من تجدد الاضطهاد.. طالبـ ـان الإرهـ،ـابية تطرد أقلية الهزارة الشيعية قسراً وتستولي على منازلهم
نزحت مئات العائلات التي تنتمي إلى أقلية الهزارة الشيعية وسط أفغانستان منذ سيطرة طالبـ ـان الإرهـ،ـابية على الحكم في كابل، مما عزز المخاوف من تجدد الاضطهاد ضد هذه الأقلية، وفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وخلال الأسبوع المنصرم، أصدرت طالبـ ـان الإرهـ،ـابية تحذيرات لسكان قريتي كندير وتاجبدار بمغادرة منازلهم في غضون 9 أيام، وأكد سكان القريتين أن آلاف الأشخاص من 700 عائلة من الهزارة امتثلوا لأوامر طالبـ ـان الإرهـ،ـابية وهربوا من منازلهم.
وفي الأسبوع الذي سبقه، وجه الملا مسفير، حاكم طالبـ ـان الإرهـ،ـابية في منطقة باتو في مقاطعة دايكندي، تحذيراً مماثلاً إلى قريتي شاغولجا وخرجاك، وأمر السكان بمغادرة منازلهم في غضون خمسة أيام.
وينتمي حكام طالبـ ـان الإرهـ،ـابية في أوروزغان ودايكوندي مثل معظم أعضاء الحركة، إلى مجتمع البشتون السني.
وقال غلام حضرة محمدي، شيخ قبيلة من تاجبدار: “هذا عمل مرعب، هذا يحدث لنا فقط نحن الهزارة”.
وذكر بعض السكان أن طـ،ـالبان والأشخاص الذين يدعمونهم صادروا أيضاً ماشية ومحاصيل مثل القمح واللوز من أفراد طائفة الهزارة.
من جانبها، نفت طالبـ ـان الإرهـ،ـابية إجلاء الهزارة بشكل غير قانوني، وقالت إن ملكية الأرض التي تعيش عليها العائلات المتضررة محل نزاع قانوني، وهو ما يرفضه السكان المحليون.
وقال محمدي: “نحن نعيش هنا منذ أجيال، حتى في التسعينيات كنا نعيش هنا ولم يجبرنا أي مسؤول من طـ،ـالبان على مغادرة منازلنا”.
وأكد سكان القرى المتضررة أن طـ،ـالبان الإرهـ،ـابية تستبدل السكان الأصليين بمستوطنين جدد من البشتون من إقليم أوروزغان.
وقال إحسان كان، الباحث والخبير القانوني، إنه بغض النظر عن مزايا النزاع على الأرض، فإن “الطريقة التي تجبر بها طـ،ـالبان الإرهـ،ـابية السكان المحليين على مغادرة منازلهم وأراضيهم دون المرور بإجراءات قانونية مناسبة غير قانونية تمامًا”.
وأضاف: “الشريعة تقول في حالة وجود نزاع على الأرض فالمالك هو من يعيش على الأرض ما لم يثبت الطرف الآخر خلاف ذلك”.
لكن السكان النازحين يقولون إنَّ عمليات الإخلاء كانت على ما يبدو محاولة من جانب طـ،ـالبان الإرهـ،ـابية لمكافأة مقاتليها وأنصارها بعد 20 عامًا من الحرب.
وقالوا إنَّ بعض المستوطنين الجدد ليسوا من مقاتلي طـ،ـالبان الإرهـ،ـابية لكنهم استولوا على ممتلكات بدعم من طـ،ـالبان الإرهـ،ـابية.
وقال رجل مسن من قرية خرجاك، “لقد خاضت حرباً مقدسة لمدة 20 عاماً ضد الحكومة، الآن تريد القضاء على الشيعة؟”. كما أكد زعيم الهزارة محمد محقق، على فيسبوك أن تهجير العائلات قبل حلول فصل الشتاء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.