أبدت صحيفة (ميديا بارت) الفرنسية، اهتماماً بالغاً في التعريف بحدث الأربعين الحسيني الذي تشهده مدينة كربلاء المقدسة كل عام، منتقدةً الصحافة العالمية في عدم نقلها لهذا الحدث البارز الذي يشارك فيه الملايين من حول العالم من المسلمين وأتباع الديانات الأخرى.
وقدّمت الصحيفة في مقال بأكثر من ألف وخمسمائة كلمة، نشرته أمس الأحد (26 أيلول 2021) وترجمته (شيعة ويفز)، شرحاً مكثّفاً عن زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام)، مبينة أنّها كرّست هذا المقال للتعريف بهذا الحدث الهائل الذي يتعامى الإعلام عن الإشارة إليه والتعريف به.
وأشار المقال الصحفي إلى أنّ “حج الأربعين الحسيني الذي تشهده كربلاء المقدسة سنوياً، يفوق في أعداده وأجوائه حتى فريضة الحج في مكة المكرّمة، والتي يشارك فيها ثلاثة ملايين حاج أو أقل سنوياً، فيما تشهد الزيارة الأربعينية مشاركة أكثر من عشرين مليون زائر من جنسيات وأعراق وديانات مختلفة قدموا من مختلف أنحاء العالم”.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية، بأن “الأربعين الحسيني يفوق جميع التجمّعات البشرية على كوكب الأرض، حيث يشارك في إحيائه المسلمون الشيعة الذين يتزايد أعدادهم عاماً بعد آخر في مختلف دول العالم”.
وأضافت بأن “زيارة الأربعين فريدة من نوعها لأنها تحدث وسط تحدّيات كبيرة أخطرها الإرهاب الداعشيّ”، مشيرةً إلى أن “لا شيء يثير حنق المجاميع الإرهابية أكثر من مشهد الحجاج الشيعة الذين تجمّعوا في كربلاء لإظهار مدى حبهم وتعلقهم بأئمتهم وإيمانهم الكبير”.
أما الخصوصية الأخرى للأربعين الحسيني، كما تقول الصحيفة، فإنه “على الرغم من أنها ممارسة روحية شيعية بامتياز، إلا أن المسلمين السنة وحتى المسيحيين والصائبة وغيرهم يشاركون كل عام في إحياء الزيارة المباركة بمدينة كربلاء المقدسة”.
وأجابت الصحيفة عن سؤالها الأول الذي عنونت به مقالها عن الزيارة المباركة بأن السبب في أن الكثيرين لم يسمعوا من قبل بهذا الحدث المليوني البارز، هو الصحافة العالمية التي تهتم بالموضوعات الشعبية والسلبية والدموية والإثارة أكثر من اهتمامها بالقصص الإنسانية الملهمة خاصّةً عندما يتعلّق الأمر بالإسلام”.
وأضافت بأن “حدثاً عظيماً مثل زيارة حفيد نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) الإمام الحسين (عليه السلام) لا يُكتب عنه شيء حتى في اللافتة المتدلية (السبتايتل) أسفل الشاشات التلفزيونية الإخبارية”، مبينة بأن “الزيارة الأربعينية تشمل أرقاماً مذهلة وحماسة عالية، ورسالة ثورية فضلاً عن الأصالة والنمو”.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول: “كيف يمكن لرجل قُتل منذ 1334 عامًا أن يعيش حيّاً مخلّداً في نفوس الملايين، حيث ألهمهم للدفاع عن قضيته الإلهية وإظهار مظلوميته، وبأن الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج لطلب حقّ شخصي وإنما لمقارعة الظلم والاستكبار والدفاع عن الحرية والكرامة للإنسانية جمعاء”.
