لأوّل مرّة.. ركب سبايا الطف يدخل كربلاء المقدّسة برفقة آلاف الأنصار
في لحظة وثّقها المكان والزمان، دخلت جموع الزائرين الوافدين إلى كربلاء المقدسة عبر محافظة النجف الأشرف، أمس الجمعة، برفقة ركب السبايا الذي جاء مثقلاً بالآلام والأحزان وصوت الناعي الذي شقَّ صمتَ العالم، كما أفاد به مراسلنا.
وقال مراسل (شيعة ويفز): “ما إن وصلَ الركب الحسينيُّ إلى منطقة مرقد العالم السيد جودة المحنّة قرب مركز مدينة كربلاء المقدسة، حتى استقبلهُ المحبّون والموالون لأهل البيت (عليهم السلام) الذين وصلوا قبله بعشرة أيام بالتمام”.
وأضاف بأن “أهالي كربلاء المقدسة، ذُهلوا بدخول ركب سبايا الطفّ الدامية، لأول مرّة يرافقه جمعُ حاشد من الأنصار الحسينيين، والذين لم يتخلوا عنه، وجاءوا سويةً لنصرة قضيّة السماء وإحياء زيارة الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وأخيه العباس والشهداء الأبرار (عليهم السلام)”.
كان هذا الركبُ الذي نعى فيه الناعي بحزن شديد، هو شعيرةٌ عزائية تُحييها كلُّ عام هيئة الرؤوس المنحورة من أهالي مدينة الشنافية بمحافظة الديوانية جنوبيّ العراق، معيداً للأذهان ذكريات الطف الأليمة وما جرى على آل النبي الأكرم وحرائر الرسالة من الظلم والأسى بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).
وأكّد القائمون على الهيئة في تصريح لـ (شيعة ويفز): إنّ “مسيرة ركب السبايا شعيرة مباركة وهي ما تُعرف بالتشابيه الحسينية أو (مسرح الشارع) الذي يحاول تقريب الصورة أو يعرضُ فصلاً مهماً من فصول واقعة الطف الدامية، لكي يعيش المحبّون هذه اللحظات وتبقى جذوة الطف مشتعلة في صدورهم”.
وأضاف القائمون بأنهم “يقدمون سنوياً من مدينة الشنافية بكامل استعداداتهم من الأزياء والإبل والخيل والرايات، ويسيروا على طريق (النجف ـ كربلاء) برفقة الأنصار الحسينيين حتى يحلوا برحالهم قرب الضريح الحسيني المقدّس”، مؤكدين على “بقاء إحياء هذه المسيرة الخالدة والمتوّجة بدماء الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه الأبرار (صلوات الله وسلامه عليهم)”.