في هذه الإيام وعلى الحدود الإيرانية العراقية تجمعات من زوار الأربعين تنادي: (الموت للمتوكل).
من غير تعيين أنه من المتوكل؟ وهل أنَّ المتوكل مات وقد أكل عليه الدهر وشرب، أو أنَّه موجود في كلِّ زمان ومكان؟
لذلك علينا جميعاً أن نتأمل في أعمالنا تجاه زوار الإمام الحسين عليه السلام ونبحث عن المتوكل.
لعلَّ بعضنا ونظراً للمصالح الشخصية أو الانتمائية، أو السياسية، كنا ولا زلنا السبب في منع أو عرقلة الزيارة، وبحجج واهية، قد نتصور أنَّها حقيقية تستوجب المنع.
فكلنا قد يكون مقصراً في عرقلة الزيارة أو عدم تسهيل أمر الزائر.
فالسياسيون الذين منعوا، أو أسهموا، وحتى من سكت عندما منعت سلطات الطيران المدني الإيراني الشركة العراقية للطيران أن تسهل عملية الزيارة، عليهم أن يتأملوا في عملهم.
والذين رفعوا أسعار تذاكر الطيران طمعاً لجلب المنافع، فإنَّهم المستأكلون بأهل البيت عليهم السلام.
والذين لعبوا دور الوسيط وحصلوا على أموال على حساب الزيارة، فإنَّهم (لعلهم) مشمولون لكلام المعصوم عليه السلام.
روى الشّيخ الصّدوق في “الخصال” بسنده عن معاوية بن وهب، قال أبو عبد الله (عليه السّلام): «الشّيعة ثلاثة: محبٌّ وادٌّ فهو منّا، ومتزيّن بنا ونحن زين لمن تزيّن بنا، ومستأكل بنا النّاس؛ ومن استأكل بنا افتقر».
قال العلّامة المجلسي: “الاستئكال بهم هو أنْ يجعلوا إظهار موالاتهم ونشر علومهم وأخبارهم وسيلة لتحصيل الرّزق وجلب المنافع فينتج خلاف مطلوبهم ويصير سببًا لفقرهم”.
وفي حديث قال عليه السلام: «افترق الناس فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظارَ قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا، وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار، وفرقة أحبونا، وسمعوا كلامنا، ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منا ونحن منهم».
فهل وصلت الرسالة؟
محمد تقي الذاكري
١٣ صفر ١٤٤٣هـ