كربلاء المقدسة: نزول موكب عزاء السقائين تيمناً بالسقاء أبي الفضل العباس عليه السلام
تُعدّ مدينة كربلاءَ المقدّسة منبع وعاصمة الشعائر الحسينيّة، فإنّها قد احتوت العديد من المواكب، وقد نالها ما نالها من ظلمٍ وحيف أبّان فتراتٍ عديدة، التي كان أقساها وأشدّها فترة حكم البعث الصدّامي الجائر، وقد عادت هذه المواكبُ لممارسة طقوسها بعد سقوط الحكم الظالم، ومن تلك المواكب التي عاودت ممارسة نشاطها العزائيّ للسنة الثالثة على التوالي، موكبُ عزاء السقّاية الذي توقّف عن نشاطه العزائيّ لأكثر من (50) عاماً.
الموكبُ اتّخذ من اليوم العاشورائيّ المخصّص لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) في السابع من محرّم زماناً لانطلاقه، ليتّسم اسمُه باسم أبي الفضل السقّاء(سلام الله عليه)، وهذا الموكبُ العزائيّ يختلف عن باقي قريناته من المواكب الأُخر، فعزاؤه يكون بطريقةٍ وآليّةٍ خاصّة، حيث يجتمع أبناءُ الموكب بخطوطٍ متوازية وهم يحملون قرب المياه معلّقةً على صدورهم، تتقدّمهم مجموعةٌ من الأطفال المتوسّمين كذلك بالقِرَب وهم يحملونها.
أثناء مسير هذا الموكب يقوم بسقي وإرواء الزائرين والمعزّين طيلة مسيرتهم، التي تبتدئ من أحد الشوارع المؤدّية لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مروراً به، حتّى يصلوا لمرقد أخيه الإمام الحسين(عليه السلام)، لتُختتم عند صحنه الطاهر فعاليّتهم العزائيّة.
يُذكر أنّ الموكب قديماً كان ينطلق من سوق القبلة، ويتّجه صوب مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) ويُختَتم عند مرقد الإمام الحسين(سلام الله عليه)، ويتّجه الموكبُ بعد ذلك لبيوتات العلماء وأصحابُه يحملون القِرَب (السقاخانة)، وبجرارهم وقربهم المملوءة بالماء يسقون الناس في طريقهم، وهذا ما تعارف عليه قديماً ليُعاودَ الأحفادُ ما قدّمه أسلافُهم، ويُعيدوا هذا الموكب الى ما كان عليه سابقاً.