أكّد كتاب “الإمام الحسين عليه السلام في الدراسات الاستشراقية” ، إن ثاني الأسس الرئيسة في نظرة أوروبا والعالم الغربي للإسلام والمسلمين والتي أفضت الى ما نراه اليوم من قطيعة هي الاعتماد على تراث العصور الوسطى الذي بنته العقلية الصليبية وروجت له الكنيسة.
وذكر الكتاب الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، أن “الحروب الصليبية التي شنتها الكنيسة الكاثوليكية على المسلمين تعتبر نقلة في العلاقات الإسلامية المسيحية، وبالتالي في الكتابات التي نشرها المتولون لأمر الدعاية الكنسية، وذلك لأنّ الكنيسة المسيحية رأت في نهوض وتصاعد تعاليم محمد صلى الله عليه واله، عقيدة منافسة حسبما ذكره (فرانشيسكو كيرييلي) في كتابه (محمد والفتوحات الإسلامية)”.
ونقل مؤلف الكتاب الشيخ ليث العتابي، عن الكاتب والمفكر الغربي “غاردنر” بيانه لحقيقة الحروب الصليبية وهدفها الأساس والرئيس، إذ يقول “لقد خاب الصليبيون في انتزاع القدس من أيدي المسلمين ليقيموا دولة مسيحية في قلب العالم الإسلامي، والحروب الصليبية لم تكن لإنقاذ هذه المدينة بقدر ما كانت لتدمير الإسلام”.
ويضيف العتابي، “أنه “من المعلوم أن تراث العصور الوسطى في أوربا بشأن الإسلام هو تراث معادي حيث أقدم على وصف المسلمين بـ (الوحوش) والإسلام بأشنع الأوصاف، والنبي محمد صلى الله عليه وآله بصفات لا يمكن لنا أن نذكرها لبشاعتها، والتي ذكرها الأستاذ عبد الجبار الناجي، في كتابه (التشيّع والإستشراق) بالقول إن (ما ورد من تفسيرات حاقدة في مؤلفات العصور الوسطى قد أثّرت في الفرد الأوربي كثيراً، ثم أتسع الاعتماد عليها في تشويه صورة الإسلام)”.