نجحَ مصور فوتوغرافي وشاعرة، من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في لندن، بتعريف العالم عن أكبر تجمّع سلمي تشهده مدينة كربلاء المقدسة، والمتمثل بزيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
المصوّر “إياز علي” والشاعرة “سارة بخاري”، أصدرا كتاباً بعنوان (الأربعين: عدسةٌ في رحلة مقدّسة)، والذي أصبح من الكتب الرائدة عالمياً، حيث يوثّقان فيه تجربتهما الشخصية خلال المشاركة بإحياء الزيارة الأربعينية المباركة في كربلاء المقدسة، عبر الصور الفوتوغرافية والعبارات والكلمات الشعرية المرفقة لها.
وقال المصور إياز علي: “أهدف دائمًا إلى سرد قصة من خلال صوري. الفكرة هي أن الجمهور يجب أن يكون قادراً على قياس الحالة المزاجية والإعداد وتجربة نفس العملية كما فعلت عند التقاط تلك الصورة المعينة. علاوة على ذلك، بصفتي مصوراً، أهدف دائماً إلى إبراز شيء مختلف لجمهوري – سواء كان ذلك من موقع مشهور أو أحداث من جميع أنحاء العالم”.
وأضاف، “أشعر أن التصوير الفوتوغرافي مختلف تماماً عن الفنون المرئية الأخرى. كل صورة لها قصة ومن المحتمل أن تكون هذه القصة قوية للغاية إذا تم التقاطها في اللحظة المناسبة؛ مرات أكثر من الكلمات. وأشعر أن هذا مهم في عالم وسائل التواصل الاجتماعي اليوم، حيث يوجد الآن تحول للابتعاد عن الإشباع الفوري والتركيز على السرد وراء الصور القوية”.
وعن فكرة إصدار الكتاب، قال: “في عام 2017 ذهبت إلى العراق لزيارة الأربعين لأول مرة. كانت تجربة المشي من النجف إلى كربلاء مع الملايين من الزوار تجربة جميلة، وبعد الرحلة قضيت بعض الوقت في البحث لمعرفة ما هو موجود من الكتب عن الأربعين، وخاصة كتاب يوثق السير والمناسبة، وكنت أعلم أنه كان هناك نقص في المواد حول هذا الحدث العالمي”.
وتابع حديثه، “ناقشت أنا وسارة أفضل طريقة لتوثيق ذلك وتقديمه للجمهور الأوسع، وكنا نكافح من أجل وضع سرد يناسب جميع المتلقين، وتطلب الأمر الكثير من المناقشات بيننا لإنهاء السرد. كانت رؤيتنا أن يكون هذا الكتاب شيئًا يبرز الجانب الروحي لهذه الرحلة، وتضمين المشاعر المختلفة فيها، وتصورت أنه سيتم إبراز هذا بشكل أفضل بصرياً ومن خلال الشعر”.
وأوضح إياز، “أمضينا ما يقرب من عامين في العمل على هذا الكتاب، وكان أحد الأسباب الرئيسية لقضاء هذا الوقت الطويل هو التأكد من أن النسخة النهائية ستكون للجميع، نحن أردنا تقديم نظرة ثاقبة لهذه الرحلة المقدسة، وهذا الحب الذي يشاركه الناس عندما يتعلق الأمر بالإمام الحسين (عليه السلام)”.
فيما قالت الشاعرة سارة بخاري: إن “الهدف من هذا الكتاب هو تقديم نظرة ثاقبة لأهل الإيمان وغير المؤمنين على حد سواء، في الحج العمومي الذي يقام سنوياً في العراق. فالشعر هو سرد مباشر لما يشعر به الزائر عند السفر نحو الحب الإلهي. لذلك، بالنسبة إلى أتباع الديانات الأخرى، آمل أن يسهل ذلك التفكير الإيجابي فيما يتعلق بجوهر الزيارة إلى هذه الأراضي، وبالنسبة للمسلمين، آمل أن يلقي الكتاب بعض الضوء على آداب الزيارة، وآمل أن يلهم الناس للحضور ليشهدوا اتساعها بأنفسهم، أما بالنسبة لأولئك الذين حضروا، فنا آمل أن يجدوا صدى في رحلاتهم الخاصة”.
وأضافت بخاري بأن “من المهم تقديم نظرة شخصية عن هذه الرحلة من منظور الحجاج الذين اختبروا الشهامة في الأربعينية، ومن المهم أيضاً التقاط قصصنا الخاصة، وروايتها، وكتابة تاريخنا الخاص؛ لأن الجوهر الإلهي للحج يمكن طمسه أو تغييبه بسهولة في وسائل الإعلام المعاصرة، لصالح منظور تاريخي أو علماني أو سياسي اجتماعي بحت”، مؤكدة أنها “تشعر بالحماسة تجاه الكتاب بسبب مدى تأثير الأربعين في اتجاه حياتها وإلهام قراراتها”.
أما عن مصدر إلهامها للمشاركة في هذا الكتاب، قالت: “مصدر إلهامي هي السيدة زينب (عليها السلام)، ففي النهاية مسيرة الملايين في الأربعين يعدُّ تكريماً لها، وعندما أفكر في المهمة الضخمة التي كانت تتحملها على أكتافها، وما اجتازته، أعطتني التوق إلى أن تُعرف قصتها، وتجسيد رحلتها من دمشق إلى كربلاء، أي بمعنى أن تكوني عاشقة تسعى للسير على خطّها”.